«تي 14 أرماتا».. لماذا غابت أقوى دبابات روسيا عن حرب أوكرانيا؟
مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، ما زالت أرض المعركة ساحة لاستنزاف أسلحة الطرفين.
ورغم قدراتها المتطورة فإن الدبابة الروسية "تي 14 أرماتا" لن تشارك في القتال بسبب تكلفتها الباهظة وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وفي تصريحات لوكالة الإعلام الروسية، قال سيرغي تشيميزوف، المدير العام لمجموعة روستيك الدفاعية (حكومية) إن الدبابات "تي 14 أرماتا" أكثر تقدما وعملانية من ترسانة الدبابات الروسية الحالية، لكنها "مكلفة للغاية" بحيث لا يمكن نشرها في أوكرانيا.
وأضاف أنه من الأسهل على الجيش الروسي شراء دبابة "تي 90" القديمة (وهي دبابة قتال رئيسية من الجيل الثالث) بدلاً من نشر دبابات "تي 14 أرماتا" في أوكرانيا.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة "تي 14 أرماتا" تتراوح بين 5 ملايين و9 ملايين دولار، وهو ما يعني أن تكلفتها تفوق الدبابات الروسية "تي-90" و"تي-80" و"تي-72" والتي نشرتها روسيا في أوكرانيا.
وفي عام 2015، كشفت روسيا لأول مرة عن الدبابة "تي 14 أرماتا" وهو ما أثار قلق بعض المحللين في الغرب الذين تخوفوا من أن الجيل التالي لهذه الدبابة يمكن أن ينافس دبابات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مثل "أبرامز" الأمريكية و"تشالنغر" البريطانية والتي تستخدمها أوكرانيا حاليا ضد روسيا.
ووصفت روسيا الدبابة "تي 14 أرماتا" بأنها سلاح "متطور" ويمكن للطاقم المكون من 3 أفراد تشغيل مدفعها عيار 125 ملم عن بعد من الهيكل الآمن المحمي بدرع سميك.
كما تحتوي الدبابة أيضا على أجهزة استشعار متطورة، ومسيرات وتكنولوجيا لحمايتها من صواريخ العدو المضادة للدبابات فضلا عن العديد من الوظائف الآلية.
لكن بعد سنوات من تطويره، واجه برنامج "تي 14" مشكلات، بما في ذلك التأخير، ومشكلات التصنيع، وتقليل الحجم الإجمالي للأسطول كما كان هناك تساؤلات حول اعتمادية الدبابة.
وفي أوائل عام 2023، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تدرس نشر دبابات "أرماتا" في أوكرانيا، لكنها وصفته بأنه "قرار عالي المخاطر".
وأوضحت أن تلك الدبابات ستجهد السلسلة اللوجستية الروسية لأنها أثقل وأكبر من المدرعات الأخرى، وأشارت إلى أن القادة من غير المرجح أن يثقوا بها في القتال.
وفي وقت سابق، زعمت وسائل الإعلام الرسمية الروسية سابقًا أن دبابات "تي 14 أرماتا" جرى نشرها بالفعل في أوكرانيا، مع أمثلة لمشاركتها على الخطوط الأمامية عن طريق إطلاق النار على القوات الأوكرانية من مسافة بعيدة دون المشاركة في عمليات هجوم مباشرة لكن المخابرات الأوكرانية نفت ذلك وقالت إنها لم تشاهد أي من هذه الدبابات في المعركة.