روسيا وأوكرانيا.. خريطة انتشار جنود بوتين وخياراته
اجتمع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا في باريس، الأربعاء، بهدف خفض تصعيد الأزمة في أوكرانيا.
وحشدت روسيا أكثر من مائة ألف جندي على طول حدودها مع أوكرانيا، مما أدى لتصعيد التوترات في صراع مستمر منذ عام 2014.
وأعدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا حول نشر القوات الروسية وخيارات بوتين.
توترات
نشرت روسيا مئات الدبابات، والمدفعات ذاتية الدفع، وحتى صواريخ باليستية قصيرة المدى من مناطق بعيدة مثل سيبيريا إلى نطاق الحدود الأوكرانية.
وازدادت حدة اللهجة الروسية، وطالب الرئيس فلاديمير بوتين بضمانات قانونية تفيد بعدم انضمام أوكرانيا أبدًا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو استضافة أنظمتها الخاصة بالهجوم الصاروخي، فهي تنازلات من غير المرجح أن يحصل عليها. ولم تحقق الجهود الدبلوماسية الكثير لتهدئة التوترات.
وذكرت "الجارديان" أن بوتين ليس أمامه متسع من الوقت، ولا يمكن أن يظل الجنود بعيدا عن ثكناتهم لأجل غير مسمى. وبنهاية فصل الشتاء، على الأرجح سيتعين عليه شن هجوم أو سحب قواته، فيما سيبدو وكأنه تقهقر.
وفي عام 2014، أرسل بوتين قواته لضم شبه جزيرة القرم، منطقة من أوكرانيا تتحدث الروسية بشكل أساسي. وحرضت روسيا على انتفاضة انفصالية في جنوب شرق أوكرانيا، وأرسلت سرا جنودا وأسلحة لإثارة صراع تحول إلى حرب شاملة.
وبموجب اتفاق السلام الموقع عام 2015 تم تحديد خط ترسيم للحدود ودعا كلا الجانبين لتقديم تنازلات. ومنذ ذاك الوقت، استمر قتال منخفض المستوى على طول الجبهة، واتهم الجانبان بعضهما البعض بانتهاك الاتفاق، الذي يقول مراقبون إنه على وشك الانهيار.
ولم تعد روسيا تريد مواصلة الوضع الراهن، وتبحث عن وسيلة أخرى لتأكيد سيطرتها على أوكرانيا.
نشر الجنود
اعتبارا من 26 يناير/كانون الثاني، كانت هناك تقديرات تفيد بوجود ق حوالي 66 مجموعة تكتيكية من الكتائب، وهي أصغر وحدة عملياتية في جيش موسكو، قرب الحدود.
ووصلت كثير من الأسلحة الثقيلة المتمركزة قرب أوكرانيا في ربيع 2021، عندما وضعت روسيا ما يقدر بـ110 آلاف جندي مع دبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة قرب الحدود.
وأشارت "الجارديان" إلى أن أحد أكبر مجموعات القوات الموجودة منذ مايو/آيار هي من جيش الأسلحة المشتركة 41، الذي يتخذ من نوفوسيبيرسك، على بعد 2000 ميل تقريبًا، مقرا له.
وبالتمركز بمنطقة تدريب بوغونوفو جنوب فورونيج منذ الربيع، انتقلت بعض القوات جيش الأسلحة المشتركة 41 إلى يلنيا، وهي بلدة بمنطقة سمولينسك الأقرب إلى بيلاروسيا.
وتتضمن المعدات مشاة آلية، ودبابات القتال الرئيسية، والمدفعية الصاروخية، وصواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى، بحسب تقديرات لمحلل الدفاع المستقبل كونراد موزايكا.
وطبقًا لتقديرات موزايكا، نقلت دبابات ومشاة آلية ومدفعية صاروخية من جيش دبابات الحرس الأول الذي يتخذ من منطقة موسكو مقرا، إلى منطقة تدريب بوغونوفو.
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها من فوق بوغونوفو ويلنيا وصول مزيد من المعدات بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ويناير/كانون الثاني 2022، فضلًا عن تحركات تجاه القرم، وظهرت أصول مدفعية ودفاع جوي في صور للأقمار الصناعية من فوق نوفوزيرن في غرب القرم.
وتقدر أوكرانيا أن عشرات الآلاف من القوات يتمركزون بمناطق الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونيتسك ولوهانسك.
الهجوم الروسي
أظهرت خريطة نشرتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في نوفمبر/تشرين الثاني أسوأ سيناريو، وهو عبور القوات الروسية الحدود الأوكرانية من الشرق والهجوم من شبه جزيرة القرم التي تم ضمها، بالإضافة إلى شن هجوم برمائي على أوديسا بدعم من الجنود الروس في ترانسنيستريا وهجوم من بيلاروسيا.
وتبدو بعض جوانب الخطة، مثل الهجمات من الشرق عبر القرم، ممكنة بالفعل. أما الأخرى، مثل الهجوم من بيلاروسيا، يبدو أنها تأخذ في الاعتبار الجنود الذين لم يصلوا إلى المنطقة بعد.