"إعصار" روسيا المدمر.. يضرب كالمطرقة ويختفي كالنحلة
"إعصار مرن" يضرب كـ"المطرقة" ويختفي كـ"النحلة"؛ يستهدف بنك أهداف متعدد المستويات، ويحدث فرقا نوعيا في ميدان المعارك.
هذا الإعصار يتمثل في راجمات "تورنيدو. إس" التي تتحدث وسائل إعلام رسمية روسية، عن أدوارها المتزايدة في المعارك بالأراضي الأوكرانية في الوقت الراهن، ونجاحها في تصفية أهدافها.
دور هذه الراجمات يأتي في إطار معركة من أصعب معارك المدافع، سواء التقليدية أو ذاتية الدفع منذ عقود، إذ تتبادل روسيا وأوكرانيا إطلاق الآلاف من قذائف المدفعية يوميا.
ولا يمكن التأكد على وجه الدقة من نتائج ضربات "تورنيدو. إس" في أوكرانيا لغياب المصادر المستقلة.
لكن هذه المنظومة تتمتع بالفعل بإمكانات كبيرة، كما تقر كييف بأن موسكو تملك اليد الطولى في صراع المدفعية، لامتلاكها عدد مدافع وذخيرة أكبر.
بنك أهداف "تورنيدو. إس" في أوكرانيا، يشمل نقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية ومراكز القيادة ومخازن الأسلحة والذخيرة والوقود ومواد التشحيم ومراكز الاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من الأهداف المهمة التي تقع على مسافات بعيدة.
ما يغذي هذا الكم الهائل من الأهداف "البعيدة"، مدى راجمات الصواريخ الروسية الذي يصل إلى 120 كيلومترا، حيث يقوم الحاسوب بتتبع الهدف من خلال تكنولوجيا شديدة الدقة، باستخدام إحداثيات الأقمار الصناعية.
هذه الآلية التقنية في تحديد الأهداف، أثبتت كفاءتها وفعاليتها خلال العمليات القتالية الدائرة في إطار الحرب بأوكرانيا، وفق موقع "روسيا اليوم".
لكن ما يميز هذه الراجمات بشكل أكبر، هو قدرتها على التحرك بمرونة وسرعة، إذ تختفي "تورنيدو. إس" من موقع إطلاق النيران بمجرد تسديد الضربة. وبعد بضع دقائق فقط يمكنها أن تقوم بالإطلاق من موقع آخر وهكذا.
الأكثر من ذلك، تنشط راجمات "تورنيدو. إس" ليلا، مستغلة مداها وقدرتها على الحركة والمناورة، ما يصعب عملية اكتشاف موقع الراجمات وإصابتها.
ووفق تقارير روسية، فإن عملية تجهيز راجمات "تورنيدو" للعمل تستغرق من فريقها 5 دقائق، إذ يعرف كل فرد دوره بدقة، وتطلق صواريخها مباشرة بعد انتهاء هذه الدقائق.
وفيما يتعلق بإمكانات الإطلاق، تستطيع الراجمات الروسية إطلاق وابل من الصواريخ يصل إلى 12 صاروخا في وقت واحد لتدمر منطقة دفاع بمساحة 12 ملعب كرة قدم.
كما يمكن إطلاق كل قذيفة على حدة لتصيب مسافات واتجاهات مختلفة، حيث يمكن لزاوية الإطلاق أن تصل إلى ما يقرب من 90 درجة.
وجرى تصميم "تورنيدو. إس" بشكل أساسي لإطلاق الذخائر العنقودية ولكن يمكن استخدامها أيضًا لإطلاق رؤوس حرارية.
وراجمات "تورنيدو. إس" حديثة نسبيا، إذ جرى إنتاجها لأول مرة في عام 2011، وتستخدمها القوات الروسية منذ عام 2014، فيما يبلغ عددها في الجيش 200 راجمة.