وزير خارجية أوكرانيا في العراق.. هل تغسل الحرب ذنوبها في دجلة؟
في ظاهرها زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية، لكن باطنها يحمل في أحشائه ما يشي بوساطة عراقية محتملة في الأزمة الروسية الأوكرانية.
فمن جديد، يبرز العراق كوسيط محتمل في الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد توسطه في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية.
فاليوم الإثنين، يتوجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إلى بغداد، في أول زيارة له لهذا البلد، منذ اندلاع الحرب في بلاده، يوم 24 فبراير/شباط العام الماضي.
الخارجية الأوكرانية وفي بيان لها، قالت إن كوليبا سيناقش خلال الزيارة تطوير الحوار السياسي، وزيادة حجم التجارة والتفاعل في المنظمات الدولية.
بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن زيارة كوليبا تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة سبل التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأوكراني خلال زيارته، رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ونائبه وزير الخارجيّة فؤاد حسين.
زيارة تأتي بعد أقل من أسبوع على اتصال هاتفي بين السوداني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكدا خلاله "أهمية التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا، والعمل على اتخاذ الحوار سبيلا لإنهاء الأزمة".
والعراق الذي تربطه علاقات اقتصادية مع كل من روسيا وأوكرانيا، سعى منذ اندلاع الحرب إلى البقاء على الحياد في الصراع القائم بين الجارتين.
في فبراير/شباط من هذا العام ، كرر وزير الخارجية العراقي دعم بلاده لوقف إطلاق النار والمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا ، وذلك على هامش زيارة قام بها إلى بغداد نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وفي الأشهر الأخيرة، استضاف العراق مجموعة كبيرة من المسؤولين الأجانب، وشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا، بما في ذلك عدة جولات من محادثات المصالحة بين إيران والسعودية.
وجاء الاتفاق السعودي الإيراني الذي أعلن عنه في العاشر من الشهر الماضي، كثمرة لجهود وساطة قامت بها 3 دول هي العراق وسلطنة عمان بالإضافة إلى الصين التي استضافت توقيع الاتفاق.
وشارك العراق بجهود وساطة سياسية حثيثة للتقريب بين الرياض وطهران، واستضاف 5 اجتماعات بين الجانبين في بغداد.
ويرى مراقبون أن سياسة الحياد التي اتبعها العراق على صعيد العلاقات الخارجية، قد تؤهله للعب دور الوساطة في أزمات حول العالم.