"بلومبرج": اغتيال السفير الروسي يزيد توترات الصراع السوري
مقتل السفير الروسي في تركيا سيزيد التوترات حول الصراع السوري المتورط فيه بالفعل معظم القوى الأساسية في المنطقة.
مقتل السفير الروسي، أندريه كارلوف، في تركيا "سيزيد التوترات حول الصراع السوري المتورط فيه بالفعل معظم القوى الأساسية في المنطقة"، وفقا لخبراء استطلعت شبكة "بلومبرج" الأمريكية آراءهم حول عملية الاغتيال وإطلاق النار بالقرب من مدخل السفارة الأمريكية بأنقرة.
وأشارت إلى أن روسيا وتركيا ألمحتا إلى أنهما لا تريدان أن يتحول اغتيال السفير الروسي إلى تصاعد للعنف والكراهية بين البلدين المتعارضين في الحرب السورية.
ولفتت إلى أن العلاقات بينهما تتعرض لضغط شديد منذ إسقاط الجيش التركي طائرة روسية العام الماضي، ودفعت تركيا ثمن ذلك اقتصاديا؛ حيث فرضت روسيا عقوبات عليها استهدفت الصادرات التركية وسوق السياحة التركية، وتبذل حكومات البلدين جهودهما لإصلاحها مجددا منذ ذلك الحين.
إيلينا سوبونينا، المحللة في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، الذي يقدم استشارات للكرملين، علقت بالقول إن اغتيال السفير الروسي في أنقرة من غير المحتمل أن يؤدي إلى مواجهة جديدة.
وأضافت "سيقرب هذا فقط ما بين روسيا وتركيا. أظهرت الأحداث أنه لدينا عدو مشترك هو الإرهاب، وبالتعاون فقط سننال من هذا العدو".
من ناحية أخرى، يرى أليكسي بوشكوف، عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الدوما الروسي، أن اغتيال السفير يثير مخاوف أمنية بالنسبة للسياح الروس في تركيا.
وأضاف بوشكوف، أن السياحة تعتبر مصدرا مهما للعملة الأجنبية وتعاني من انحدار بالفعل في تركيا بسبب سلسلة هجمات نفذتها جماعات كردية فضلا عن محاولة الانقلاب العسكري في يوليو الماضي.
وأوضحت "بلومبرج" أن عدة دول تورطت في حرب سوريا إما بنفسها أو بدعم الجماعات المسلحة هناك بالأموال أو السلاح، مضيفة أن موت كارلوف يتزامن مع تحقيق روسيا أكبر انتصاراتها في سوريا منذ انضمامها إلى الحرب هناك العام الماضي دعما لبشار الأسد؛ وذلك بعد أن استعاد جيش النظام معظم حلب، التي كانت أكبر مدن سوريا ذات يوم، ومعقل المعارضة المسلحة منذ سنوات.
واعتبرت أن سقوط حلب يعتبر "هزيمة لتركيا"، التي تدعم جماعات المعارضة المسلحة التي تحارب الأسد، وتصفهم روسيا بأنهم "متطرفون إلى حد كبير"، بينما تقول تركيا إنهم جماعات تقاوم ديكتاتورية عنيفة.
وبينما لا يزال هذا هو النهج التركي، إلا أن تركيا حولت تركيزها عمليا عن سوريا منذ التقارب بين بوتين وأردوغان، بحسب الشبكة الأمريكية التي لفتت إلى أن تركيا أعلنت أن اقتصادها يعاني انكماشا في الربع الثالث للمرة الأولى خلال 7 سنوات حيث نتيجة عدم الاستقرار في البلد على التجارة وثقة المستثمرين.
ومن المفترض أن يلتقي وزراء الخارجية التركي والروسي والإيراني في موسكو، الثلاثاء؛ لمناقشة الوضع في سوريا، وفقا لبلومبرج التي أشارت إلى أن إيران هي داعم آخر للأسد ومنافس تقليدي لتركيا.
ونقلت عن نائب تركي معارض سابق أن توقيت الاغتيال مهم جدا؛ حيث ستظهر روسيا الآن كـ"ضحية" في هذه القمة، وتحت ذلك الضغط، ربما تتخذ تركيا مزيدا من الخطوات لاسترضاء بوتين.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز