الألماس الروسي "يلمع" رغم العقوبات الأمريكية
بدأت حالة الهلع التي سيطرت على سوق الألماس عالميا في التراجع مع اقتراب صادرات شركة التعدين الروسية الخاضعة للعقوبات "ألروسا" من مستويات ما قبل الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
تصدر روسيا ما قيمته 4 مليارات دولار من الألماس الخام سنوياً، بحسب الشبكة الإعلامية الأوروبية المتخصصة في سياسات الاتحاد الأوروبي "يوراكتيف".
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن "ألروسا" تمثل حوالي ثلث إمدادات الألماس الخام في العالم، في الوقت الذي عانى فيه القطاع الذي تقدر قيمته بنحو 80 مليار دولار سنويا من حالة من الفوضى والارتباك مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر شباط/يوليو الماضي وفرض عقوبات غربية على روسيا وشركاتها بسبب الغزو مما أجبر شركات تقطيع وصقل الألماس وتجارته على البحث عن طرق لمواصلة شراء الألماس من روسيا ، في حين لا تستطيع البنوك أو لا ترغب في تنفيذ التحويلات المالية إلى روسيا.
وأدى النقص المفاجئ في إمدادات الألماس خلال الشهور الماضية إلى ارتفاع أسعاره بشدة، وبخاصة أسعار الأحجار الأصغر حجما والأرخص سعرا المتخصصة فيها ألروسا.
وبعد شهور من الشلل بعد خضوعها للعقوبات الأمريكية، استأنفت ألروسا بيع الألماس بأكثر من 250 مليون دولار شهريا، وهو ما يقل بما يتراوح بين 50 و100 مليون دولار شهريا عن متوسط مبيعاتها قبل الحرب في أوكرانيا، بحسب مصادر مطلعة.
ونشطت مبيعات الشركة الروسية بعد أن أصبح عدد من البنوك الهندية أكثر راحة في إجراء المعاملات المالية مع المؤسسات والبنوك الروسية بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي.
وتتجه أغلب صادرات الألماس الخام الروسي إلى الهند التي تعتبر الأكبر بين عدد محدود من مراكز قطع وصقل الألماس على مستوى العالم. وتبيع الروسا الألماس لعملائها في الهند وأوروبا حاليا مقابل الروبل الروسي.
ويتم قطع معظم الألماس الخام وصقله في الهند حيث يعالج نحو 90٪ من الخام العالمي، لكن الألماس المصقول يتم استيراده كمنتج هندي.
ويرى فيلدمر أن السوق الهندية تمثل صعوبة لفرض الحظر المشار إليه "هناك نوع من الثغرة في السوق. التركيز هو على الألماس الذي تنتجه ألروسا وعلى الهند التي تصقل الألماس، وما إذا كانت تحوّله إلى منتج غير خاضع للحظر،متابعا،أعتقد مع الوقت سيكون أكثر صعوبة على الهند التورط في صقل الألماس الروسي".
الألماس الروسي بالأرقام
تحتكر شركة ألروسا، المملوكة للدولة إنتاج الألماس بنسبة 99 في المئة منه.
أنتج في العالم مائة وأحد عشر مليون قيراط في العام 2020-2021 وفقاً للتقرير السنوي الذي يعده مركز أنتويرب العالمي للألماسز
ثلث حصة ألروسا مملوكة مباشرة للدولة الروسية، وثلث آخر للحكومات الإقليمية: جمهورية ياقوتيا الروسية وإداراتها ، حيث العديد من المناجم
قدرت القيمة الإجمالية لسوق الألماس في العالم 68 مليار دولار. وقد أعلنت ألروسا أن عائداتها تجاوزت 4 مليارات دولار من بيع الماس الخام في العام 2021.
وليست ألروسا وحدها مصدر الألماس الروسي. إذ تملك الدولة الروسية مخزونًا هائلاً من هذه الجواهر عبر "غوخران" أو صندوق الدولة للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة.