احتفاء إعلامي روسي بنتائج زيارة محمد بن زايد إلى موسكو
وسائل الإعلام الروسية أبرزت نتائج زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو وتوقيعه الجمعة مع الرئيس بوتين على إعلان "الشراكة الاستراتيجية".
احتفى الإعلام الروسي، اليوم السبت، بنتائج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى موسكو، وتوقيعه الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعلان "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.
- حفاوة بالغة من بوتين تقديرا للشيخ محمد بن زايد
- الإمارات وروسيا.. اتفاقيات تدعم التعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين
وتحت عنوان "روسيا والإمارات يوقعان على إعلان الشراكة الاستراتيجية"، نقلت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الرسمية في تقرير موسع، عن الرئيس الروسي أمله في أن تكون مذكرة التعاون الاستراتيجي خطوة جيدة في تقوية الروابط بين البلدين، وإشادته بتطور العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك الاتصالات السياسية، والتعاون في المجال الأمني، وفي مجال الاقتصاد والمجالات الأخرى، حيث زاد معدل التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 31٪.
وينص إعلان التعاون على إنشاء شراكة استراتيجية للعلاقات القائمة بين الإمارات وروسيا تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية.
وقالت "روسيسكايا جازيتا" إن الرئيس الروسي أشار على وجه الخصوص إلى التعاون في قطاع الطاقة وإلى أن جهود روسيا والإمارات والسعودية وأوبك ككل ساعدت على استقرار سوق البترول، مؤكدا أن هذا العمل سيستمر.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قوله إن الإمارات حريصة على التعاون مع العالم بأسره لضمان مستقبل مزدهر لمنطقة الشرق الأوسط، وتأكيده أهمية تعزيز العلاقات مع روسيا، وتطلعه إلى تنميتها.
وأشارت الصحيفة إلى رغبة البلدين في المساهمة في تعزيز الأمن الدولي، عبر تعزيز دور الأمم المتحدة. وبحسب الإعلان الموقع أمس فإنه ينبغي للمنظمة الدولية تملك المزيد من الأدوات لمنع وحل الأزمات الدولية.
كما أبرزت الصحيفة توافق روسيا والإمارات على تبادل الخبرات في "مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك لمنع استخدام الفضاء الإلكتروني من قبل المجرمين".
وأضافت الصحيفة أن الجانبين أوليا اهتماما خاصا بقطاع الطاقة، بهدف تعزيز استخدام الغاز الطبيعي والوقود النظيف، وزيادة الإمدادات المتبادلة من المنتجات الزراعية والغذائية، ومجال الاتصالات في مسعى لخفض تكلفة الخدمات في التجوال للمشتركين في البلدين.
وشددت على أهمية التعاون في مجال الاتصالات، لما له من أثر إيجابي على تدفق السياح الروس للإمارات، والذي ارتفع بالفعل بعد أن أقرت تسهيلات للحصول على تأشيرة الدخول في فبراير/شباط من العام الماضي، وهو ما انعكس على عدد السياح الروس والذي ارتفع بنسبة 90٪ عن العام السابق عليه.
أما صحيفة "إزفيستيا" الواسعة الانتشار، وتحت عنوان "روسيا والإمارات يتفقان على مكافحة الإرهاب" أكدت موافقة روسيا والإمارات على تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتبادل المعلومات والخبرات، بما في ذلك التدريب ودعوة قادة الدول إلى إنشاء تحالف دولي واسع ضد الإرهاب على "أساس احترام سيادة الدول".
كما اهتم البلدان بالاستثمارات، وقالت الصحيفة إن روسيا والإمارات تعتزمان تطوير مشاريع مشتركة جديدة، بما في ذلك على أساس منصات الاستثمار التي تم إنشاؤها بالفعل، لافتة إلى اتفاق موسكو وأبوظبي على تطوير شراكات مباشرة بين المؤسسات التعليمية والعلمية.
وتحدثت الصحيفة عن خطط لشركة روسكوزموس الروسية للتوقيع على اتفاقية إطار حول تحليق أول رائد فضاء من الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز في نهاية عام 2019، ووفقا لمصادر في الشركة فإن المفاوضات ستجرى على هامش المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في أستراليا في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأكدت صحيفة "Финмаркет" المتخصصة بالشؤون الاقتصادية أن الإمارات وروسيا اتفقتا على الشراكة الاستراتيجية، والتعاون في البحث والعمل العلمي والتقني المشترك وكذلك في مجالات التكنولوجيا والطاقة النووية السلمية، وكذلك توسيع التعاون في مجال الطاقة المتجددة.
وقالت الصحيفة إن موسكو وأبوظبي توافقتا للعمل على ضمان التوازن والاستقرار في سوق البترول مع الأخذ في الاعتبار مصالح المنتجين والمستهلكين، والعمل على تعزيز الاستخدام الواسع للغاز الطبيعي كوقود اقتصادي وصديق للبيئة من أجل التنمية المستدامة، وكذلك تقليل الانبعاثات وفقا لمقررات اتفاقية المناخ في باريس.
من جهتها، أبرزت القنوات الرئيسية للتلفزة الروسية نتائج الزيارة، منوهة بتعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع، وتكثيف المشاورات بين البلدين وتنسيق الجهود لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى التعاون في مجالات مكافحة غسل العائدات المتأتية من الجريمة ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والهجرة غير القانونية، واعتزام البلدين تطوير التعاون في مجال صناعة الطيران والهندسة والتعدين وصناعة الأنابيب وإنتاج الأدوية.
وكالات الأنباء الروسية الرئيسية تابعت بدورها الحدث، وتصدرت نشراتها الإخبارية متابعات النتائج التي تمخضت عنها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولقاؤه بالرئيس بوتين، وتوسعت في تناول بنود الإعلان الموقع حول الشراكة الاستراتيجية والاتفاق على تطوير التعاون السياسي حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية الرئيسية، بما في ذلك في إطار الحوار الاستراتيجي روسيا - مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنتدى التعاون الروسي العربي وغيرها من الأشكال متعددة الأطراف.
كما ركزت الوكالات على الاتفاق على التعاون في الحيلولة دون استخدام الفضاء السيبراني من أجل نشر الفكر المتطرف، وموافقة البلدين على تطوير التعاون في مجال إنفاذ القانون، ومكافحة غسل الأموال، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومكافحة الهجرة غير القانونية.