محلل روسي لـ"العين الإخبارية": تمرد فاغنر يسهّل مهمة أوكرانيا
"تمرد قوم عند قوم فوائد".. هكذا اعتبر المحلل والباحث الروسي، ديمتيري بريجع، تمرد مجموعة فاغنر، بالنسبة لأوكرانيا.
وأكد المحلل والباحث الروسي بجامعة الصداقة والشعوب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "التمرد دفع بأزمة خطيرة جدا إلى الداخل الروسي".
وأشار الباحث الروسي إلى أن "ما حدث كان متوقعا، نتيجة التحولات السياسية التي حدثت بعد ٢٤ فبراير/شباط (بداية العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا)، والتعديل الدستوري عام ٢٠٢٠".
ولفت إلى أن "الخطأ كان السماح بانضمام فاغنر للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مبينا أن الخلاف أو الانقسام حول من يقود العملية العسكرية في كييف.
وكشف بريجع عن أن "ما يحدث سيكون فرصة سانحه للقيادات الأوكرانية، ويسهل إمكانية استهداف وتهديد العمق الروسي نتيجة الانشغال الداخلي في التصدي لقوات فاغنر".
فرصة لأوكرانيا
وتأكيدا لما قاله المحلل الروسي لـ"العين الإخبارية" شددت وزارة الدفاع الأوكرانية على أن "التمرد المسلح في روسيا فرصة لأوكرانيا".
واعتبرت غانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، السبت، أن "روسيا باشرت باجتياحها أوكرانيا عملية تفضي إلى دمارها الذاتي"، معتبرة أن "تمرد مجموعة فاغنر يشكل فرصة لبلادها".
وكتبت ماليار عبر "تليغرام": "يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة لنا؟ فرصة مؤكدة أن أوكرانيا تواصل عملها حتى تحقيق النصر".
قصة الخلاف
وبدأ التحول للأحداث، الجمعة، عندما اتهم قائد فاغنر يفغيني بريغوجين الجيش الروسي بمهاجمة معسكر قواته وقتل "أعداد هائلة" من رجاله، متعهدا بـ"الانتقام".
ولمح بريغوجين إلى أن قواته "ستدمر" أي مقاومة، بما في ذلك حواجز الطرق والطائرات، لكنه تراجع لاحقًا عن تهديده، موجها انتقاده لقيادة الجيش الروسي قائلا إنها "مسيرة للمطالبة بالعدالة" وليست انقلابًا.
وزادت حدة الأزمة عقب إعلان بريغوجين دخول مقاتليه منطقة روستوف الروسية والسيطرة على منشآت عسكرية رئيسية داخل عاصمتها، روستوف أون دون، المقر الرئيسي للقيادة العسكرية الجنوبية لروسيا والتي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص.
وأصدر بريغوجين شريط فيديو يقول فيه إن قواته ستحاصر روستوف ما لم يصل وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس هيئة أركان الجيش الروسي، فاليري جيراسيموف للقائه.
وبعد ساعات، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا إلى الأمة أوضح فيه عمق الأزمة التي يواجهها، متوعدا "من يسلكون عمدا طريق الخيانة، ويستعدون لتمرد مسلح، بأنهم سينالون جزاءهم المناسب".
وتابع بوتين: "أي محاولة لإحداث اضطراب داخلي يمثل تهديدًا مميتًا لدولتنا بالنسبة لنا كأمة؛ ضربة لروسيا وجهودنا لحماية وطننا. مثل هذا التهديد سيواجه ردا قاسيا".