سياسي جزائري بارز: لا وجود للإخوان داخل الحراك أو خارجه
عمار سعداني يتهم التيارات الإخوانية بتنفيذ مخططات مشبوهة للدولة العميقة، ويؤكد أنها مرفوضة من قبل أغلبية الحراك الشعبي
خرج عمار سعداني، الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر، بتصريحات جديدة عن التيارات الإخوانية في بلاده، وأكد مرة أخرى حسب المتابعين أنها "تحاول مهادنة الحراك بعد أن فشلت في ركوبه وتسلق مطالبه".
- خبيران: لجنة الانتخابات بالجزائر ستكشف "حجم الإخوان"
- أسبوع الجزائر.. رفض للتدخل الخارجي وعِبر مستخلصة من "خراب الإخوان"
وفي تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر" قدّم سعداني قراءة "جريئة"، حسب المراقبين لمقاطعة التيارات الإخوانية انتخابات الرئاسة المقبلة.
وانتقد سعداني تلك التيارات الإخوانية بقياداتها الحالية، واتهمها بـ"مساندة مشروع المقاطعة الذي يصب في مشروع الدولة العميقة وليس الوطني".
كما فضح عمار سعداني أسباب موقف حركة مجتمع السلم الإخوانية في مقاطعة انتخابات الرئاسة، وشدد على أن غالبية المتظاهرين يقفون ضد الحركة الإخوانية.
وأكد أنها "قاطعت الانتخابات الرئاسية لكي تهادن الحراك، علماً بأن من هم في الحراك أغلبيتهم ضد حمس (التسمية المختصرة للحركة الإخوانية)، ومن هم في الدولة العميقة لا يرغبون في أن تكون حمس".
وأكد ما ذكره خبراء ومتابعون "محايدون" للشأن الجزائري في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن التيارات الإخوانية في الجزائر "لا تقبل الرأي الآخر، وتسير وفق نهج لا أريكم إلا ما أرى".
حيث كشف سعداني للمرة الأولى عن العراقيل التي لطالما وضعها الإخوان في طريق التقريب بين الجزائريين، وذكر أنه عندما كان أميناً عاماً لحزب جبهة التحرير الحاكم (2013-2016) حاول التقريب بين "الوطنيين والإسلاميين (الإخوان) وقمت بعدة خطوات، لكن للأسف باءت كلها بالفشل".
وأرجع ذلك إلى "أنه في رأيهم هم أصحاب الرأي وهم على حق، ولا يمكنهم الاقتراب من الوطنيين"، وشدد على أن مقاطعتهم للانتخابات لن "تأتيهم بالفائدة".
وزعمت حركة مجتمع السلم الإخوانية وجبهة العدالة والتنمية بأن قرار مقاطعتها للانتخابات يعود إلى "عدم توفر ضمانات لنزاهة الانتخابات"، على الرغم من أنها كانت من أكثر الداعين إلى الإسراع في إجرائها، وتنصيب السلطة المستقلة للانتخابات.
ورد القيادي البارز في الحزب الحاكم بالجزائر على التبريرات الواهية للإخوان، بالإشارة إلى أن بلاده تمر بمرحلة انتقالية صعبة، "لا توجد فيها مؤسسات، وبخلاف المؤسسة العسكرية، فإن بقية المؤسسات تعاني، فالرئاسة ضعيفة وكذلك البرلمان، دون أن ننسى المطالب برحيل الحكومة".
وأوضح أنه كان من المفروض على التيارات الإخوانية "الذهاب للرئاسيات ولو ناقصة، أحسن من ألا نذهب إليها".
وبلغته الصريحة والواضحة، فضح عمار سعداني مرة أخرى "مكر التيارات الإخوانية" في الجزائر حسب المتابعين، إذ شدد على أنها "تعتقد بأنها تريد ربح الحراك، لكنهم لا يستطيعون ربحه، لأنهم لا هم موجودون في الحراك ولا خارجه".
وعلى الرغم من أن عمار سعداني من الشخصيات المثيرة للجدل في الجزائر إلا أن المراقبين يرون أن خرجاته منذ كان أميناً عاماً للحزب الحاكم "لطالما أفزعت التيارات الإخوانية"، بالنظر إلى صراحته وفضحه لها بشكل لم يتعود أي مسؤول سياسي جزائري على ذلك.
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز