«مقبرة» دبابات صدام حسين.. «رفات» تنشد استعادة «الحياة»
على بعد 27 كيلومتراً شمال بغداد، تقع مقبرة عملاقة لكنها مختلفة، ففيها «ترقد» آلاف الدبابات والمركبات التي تعود لعهد صدام حسين.
فعلى مساحة شاسعة من الأرض في منطقة التاجي، تقبع آلاف القطع من الأسلحة بينها مدافع ودبابات وراجمات صواريخ وعربات مصفحة، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
واستخدم العراق 85 بالمائة من هذه الأسلحة في منتصف الثمانينيات خلال حربه مع إيران، قبل أن يؤدي حظر الأسلحة الذي فُرض بعد غزو صدام للكويت إلى نفاد إمداداتها وإحالتها للتقاعد.
وعقب حرب عام 2003، ترك الأمريكيون الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وعربات المشاة القتالية ومنشآت المدفعية ذاتية الدفع المعطلة هناك.
يصعب حصر عدد المعدات العسكرية في مقبرة التاجي لكثرتها واتساع المنطقة التي تشغلها، لكن خبراء قالوا إنها تضم مجموعة ضخمة من الأسلحة من الاتحاد السوفياتي، ودول حلف وارسو السابق، ويوغوسلافيا، والصين، وفرنسا، والبرازيل، وكذلك غنائم من الحرب مع إيران - إنتاج أمريكي وبريطاني وكوري شمالي.
وأهم هذه المركبات: مدرعة (Amx-10p) التي تعد من أفضل المدرعات، ومدرعات سوفياتية الصنع مثل (BMP-1، BMP-2، MT-LB، PTR-60، PTR50) ومنها فرنسية مثل (AMX-10P PANHARD) وصينية مثل (YM-750 وYM-531) وأمريكية مثل (M113) ويوغوسلافية مثل (M60PB) والمدرعة البرازيلية (أنجيزا).
وتتناثر بين الدبابات والمركبات الممتدة على مد البصر عشرات من المدافع ذاتية الدفع فرنسية الصنع.
وأجبرت الأزمة الاقتصادية التي شهدها العراق إلى إعادة إحياء عدد من هذه الأسلحة. ففي البداية، أعادوا تي-55 والصينية تايب 69، ثم بدأوا في "إحياء تي-72إم1" والإنجليزية تشيفتان التي تم الاستيلاء عليها خلال الحرب مع إيران. ودبابات "تي-62"، حسب صحيفة "روسيسكايا غازيتا".
وكانت تلك الدبابات واحدة من الدبابات الرئيسية في جيش صدام حسين، بدأ تسليمها إلى هذا البلد في منتصف السبعينيات.
وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر/أيلول 1980، كان لدى القوات نحو 700 وحدة. وتم استلام ألف وحدة أخرى خلال هذا الصراع الدموي الطويل.
وتنتظر العديد من القطع دورها في إعادة التأهيل، لاسيما بعد نجاح المعدات التي جرى إصلاحها وتأهيلها واشتراكها في معارك تحرير المدن العراقية من عصابات "داعش" الإرهابية.
وكان معسكر التاجي السري موطناً لعدد لا يحصى من الأسلحة الكيميائية التي استخدمها جيش صدام، كما لعب دوراً حاسماً باعتباره المكان الذي صنع فيه الجيش العراقي أسلحته وأصلح دباباته.
وعثرت اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة على "حوالي 6000 عبوة فارغة مصممة لتعبئتها بالأسلحة الكيميائية واستخدامها في صواريخ 122 ملم في معسكر التاجي"، بحسب الصحيفة.