رسالة مسمومة.. الغرياني يحرّض ضد باشاغا: التعاون معه "يغضب الله"
رسالة مسمومة جديدة من مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني تبنت إصدار فتوى حرّم فيها على الليبيين التعاون مع حكومة فتحي باشاغا.
فالرجل الذي يحلل ويحرم حسب رغبات تنظيم الإخوان الإرهابي، ويوصف بمفتي ليبيا، زعم أن التعامل مع الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا والمكلفة من البرلمان "سيغضب الله".
مفتي الجماعات المتطرفة، وفي تصريحات على قناته الخاصة به، أدان "المحاولة الانقلابية الفاشلة لحكومة باشاغا"، مستغرباً من "مساواة البعثة والسفارة الأمريكية بين حكومة الدبيبة الشرعية المعترف بها دوليا وحكومة الانقلاب”، على حد زعمه.
فما يسمى بمجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية والذي يترأسه المفتي المعزول بقرار من مجلس النواب في 2014، لفتاواه التحريضية على سفك دماء الليبيين، أعلن انحيازه لحكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايته.
مخطط خبيث
وحذر مجلس البحوث -في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه- الليبيين من التعاون بأيّ وجه من الوجوه مع "المعتدين"، في إشارة إلى حكومة باشاغا، معتبرا أن ذلك "سيغضب الله".
ولم يخجل كعادته في توظيف آيات القران بما يتماشى مع مصالح الإخوان، فاستند إلى جزء من الآية الثانية من سورة المائدة: "وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
وعرض الغرياني مخطط الإخوان الخبيث خوفا من خسارتهم في الانتخابات الرئاسية، عبر مطالبه بحلّ البرلمان ومجلس ما يعرف بـ"الأعلى للدولة" وإجراء انتخابات برلمانية فقط، وهي الخطّة نفسها التي يتبنّاها ويروّج لها رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة.
وأشاد المعزول بالمليشيات المسلّحة في طرابلس وما تقوم به في العاصمة رغم تسببها في مقتل الكثير وغياب الأمن في البلاد.
وفي منتصف أبريل/نيسان الماضي، منح عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، إذنا لمفتي الجماعات الإرهابية المقال من البرلمان الصادق الغرياني بإنشاء مدارس دينية.
صفقات الدم
ورأى الخبير في الجماعات الإسلامية والشأن الليبي محمد يسري -في تصريحات سابقة لــ"العين الإخبارية"- أن القرار الذي اتخذه الدبيبة يأتي "كمحاولة لاسترضاء الجماعات الإرهابية ودعمه في البقاء للسلطة، من خلال الغرياني الذي انتهز الفرصة لتوسيع قاعدة الجماعات الإرهابية في ليبيا وتحويل المدارس إلى حواضن لتفريخ الكوادر الإرهابية".
وبعدها بأسبوعين كانت هناك تحالفات بقدوم أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس وزيارته لمفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، والتي دقت ناقوس الخطر، من اتخاذ الأخير الدين -كعادته- لإضفاء نوع من الشرعية على تلك الجماعة، والإفتاء بإباحة التبرع لها أو القتال ضمن صفوفها، في إطار معركة تستعد لها المنطقة الغربية ضد أي محاولة لباشاغا دخولها.
تلك المواقف ليست بغريبة على الصادق الغرياني الذي حينما وجد الفرصة سانحة أمامه لاعتلاء "هرم الإفتاء" في ليبيا لم يتركها، فأخذ يقدم الغالي والنفيس على مدار 2011 حتى واتته الفرصة في العام التالي، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف عن إصدار الفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء.
وعبر قناة "التناصح" الإخوانية، لا يزال الغرياني يقدم نفسه كمفتٍ لليبيا رغم قرار مجلس النواب الليبي بعزله في 2014، وما بين جمع المال وعشقه للسلطة، لم يخلُ تاريخ الرجل من الفتاوى المثيرة للجدل.
ولعل أبرز تلك الفتاوى التي تعاطى معها معظم الليبيين بدهشة واستغراب، هو تحريمه تكرار الحج أو العمرة مرتين، ونصح كل من يريد الحج أو العمرة، أن يدفع الأموال للمليشيات المسلحة في بلاده، من أجل قتال الجيش الليبي في العاصمة طرابلس.
تاريخ دموي
كما اعتبر التفجيرات التي شهدها مجمع المحاكم في مصراتة أكتوبر/تشرين الأول 2017 "غضبا من الله لتراكم القضايا"، في إحدى شطحات فتاوى الغرياني.
وقبل ذلك بأشهر، وتحديداً في مارس/آذار 2017، بارك الغرياني الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة الهلال النفطي، داعياً أهالي أجدابيا وبنغازي ودرنة للانضمام للإرهابيين في مواجهة الجيش الليبي.
وتوج الصادق الغرياني سلسلة فتاواه الإرهابية بمطالبته باقتحام المدن والمناطق غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ"الثوار".
وبفتاواه أشعل الغرياني النيران في النسيج الاجتماعي لأبناء ليبيا، لكن أبرز شراراته كانت في تحريضه عام 2012 على قتل أبناء مدينة بني وليد معقل قبيلة ورفلة، عقابا على وقوفهم بجانب الجيش الوطني.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز