رسالتان للحكومة والمليشيات.. "الغرياني" يدق طبول الحرب في ليبيا
لم يتوان عن تطويع الدين وسيلة لتحقيق أطماع تركيا بليبيا، فانبرى يصدر فتاواه المدافعة عن الإرهاب والاحتلال التركي.
الصادق الغرياني، مفتي الإرهاب في ليبيا المعزول من مجلس النواب، والرجل الذي جند قناته وجعلها بوقا للدفاع عن المصالح التركية في ليبيا، يحث الحكومة الليبية على "ضرورة تعزيز علاقتها مع تركيا وقطر، من أجل الوقوف بوجه القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر".
رسالة للحكومة
وقال الغرياني، في تصريحات بثتها قناته، عبر صفحتها الرسمية بموقع تويتر: "نبارك للحكومة خطوة زيارتها إلى تركيا الأخيرة، وينبغي أن تقوي صلتها بالحليفين التركي والقطري"، زاعما أن "هاتين الدولتين هما اللتان وجدناهما مع الشعب الليبي في كل أزماته".
الغرياني "مفتي" المليشيات يحرض ضد السلام في ليبيا
وأضاف مفتي الإرهاب أن "الذي أوقف المشير حفتر عن شن هجوم وحرب أخرى هو الحليف التركي الذي يمنع حفتر من الاستيلاء على السلطة في ليبيا"، على حد قوله.
وتابع أن المشير حفتر يعلم "أن تركيا إذا كانت مع حكومة الوحدة المؤقتة بصدق وعزم، فلن يستطيع الوقوف أمامها"، بحسب زعمه.
رسالة للمليشيات
لم يكتف الغرياني بمناشدة الحكومة الليبية الاستقواء بالخارج ومطالبتها بتمكين تركيا من بلاده، بل طالب أيضا المليشيات المسلحة بالاستعداد، قائلا: "نفضوا الغبار عن السلاح، تواصلوا واجمعوا كلمتكم ضد حفتر".تركيا تعزف على وتر "نشاز" في ليبيا.. ومحللون: "نوايا استعمارية"
تلك المواقف ليست بغريبة على الصادق الغرياني الذي حين وجد الفرصة سانحة أمامه لاعتلاء "هرم الإفتاء" في ليبيا لم يتركها، فأخذ يقدم الغالي والنفيس على مدار 2011 حتى واتته الفرصة في العام التالي، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف عن إصدار الفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء.
وعبر قناته "التناصح" الإخوانية التي تبث برامجها من تركيا بتمويل قطري، لا يزال الغرياني يقدم نفسه مفتي ليبيا رغم قرار مجلس النواب الليبي بعزله في 2014.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام تصنفها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ضمن الكيانات الإرهابية، باعتبارها جناحاً شرعياً لتحالف الإخوان والجماعة المقاتلة في ليبيا.
ولا يتوقف الغرياني كذلك عن التفاخر بعضويته لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إحدى الأذرع الإخوانية التي تمولها قطر، ويتزعمه الإرهابي يوسف القرضاوي.
تصريحات تركية
رسائل الغرياني تأتي بعد أيام من زيارة أجراها رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى تركيا، وتصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار أخرى، قال فيها إن الجنود الأتراك يواصلون أنشطتهم في ليبيا بدعوة من الحكومة، وبالتالي هم ليسوا أجانب على أرض ليبيا.الغرياني و"رأس السنة".. مفتي الإرهاب يبيح أنخاب الأتراك في ليبيا
وأكد الوزير التركي، في سياق إضفاء شرعية على قوات أنقرة هناك، أنه ينبغي على الجميع إدراك وجود تعاون عسكري وتعليمي واستشارات تقدمها أنقرة لصالح الحكومة الليبية، وفقًا للاتفاقات بين الطرفين.
وتشير تصريحات الوزير التركي للاتفاقية التي وقعتها حكومة فايز السراج في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حول التعاون الأمني والعسكري الموسع، والذي أرسلت بموجبه أنقرة نحو 20 ألف مرتزق سوري و10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى إلى طرابلس، فيما أبطلها مجلس النواب الليبي لاحقا.
كما تأتي بعد يومين من إعلان موقع "فلايت رادار" المتخصص في رصد حركة الطيران، وصول طائرتين عسكريتين تركيتين من قاعدة عسكرية قرب أنقرة، في طريقهما إلى قاعدة عقبة بن نافع بالعاصمة الليبية طرابلس.
وتستمر أنقرة في انتهاكاتها للقرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، وتجاوزها لإرادة المجتمع الدولي التي تبلورت في مخرجات مؤتمر برلين، وهي تعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.