الصدر ينأى بنفسه عن الانخراط في «معركة رئاسة الوزراء»

قالت مصادر سياسية عراقية مطلعة، الأحد، إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نأى بنفسه عن الجدل الدائر بشأن أزمة رئاسة الوزراء.

والتزم الصدر بقرار مقاطعة الانتخابات بعدما أعلن الانسحاب من المشهد السياسي في البلاد، كما رفض بحسب المصادر طلباً رسمياً تقدم به أحد أعضاء الإطار التنسيقي، بهدف بحث إمكانية فتح باب الحوار بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية المقررة الاثنين لمناقشة تسمية رئيس للوزراء.

•  العراق ومعضلة تشكيل الحكومة.. الآلية والسيناريوهات

وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن الطلب نُقل عبر طرف ثالث لمحاولة "جس نبض" الصدر بشأن إمكانية عقد لقاء بين الجانبين، إلا أن الرد من الحنانة في النجف (محل إقامة الصدر) جاء "قاطعاً" بالتأكيد على أن أي لقاء من هذا النوع غير وارد حالياً.

وبحسب المصادر فإن "الإطار التنسيقي الحاكم قرر إرسال القيادي فيه، زعيم منظمة بدر هادي العامري، إلى النجف للقاء الصدر لبحث مشاركته في الحكومة المقبلة وأزمة رئاسة الوزراء بعد وجود خلاف داخل الإطار حول التجديد لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني".

وتصدر السوداني بقائمته "الإعمار والتنمية" نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الثلاثاء الماضي بحصوله على 46 مقعداً، متقدماً على منافسيه من داخل الإطار التنسيقي.

وأضافت المصادر أن "الصدر أبلغ عبر وسيط قبل يومين الإطار التنسيقي برفضه طرح أمين مجلس الوزراء حميد الغزي لتولي منصب رئاسة الوزراء".

وينتمي الغزي للتيار الصدري، وهو أحد أبرز قادته الذين لا يزالون يمسكون بأحد أهم المناصب الحكومية منذ انسحابه من العملية السياسية عام 2021.

وفي السياق ذاته، تتزايد الخلافات داخل الإطار التنسيقي بشأن مستقبل رئاسة الوزراء بعد إصرار زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وبعض المقربين منه من قيادات الإطار على عدم منح السوداني ولاية ثانية.

وقالت المصادر إنه "لا اتفاق نهائياً حول منح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ولاية ثانية، وقرار اختيار رئيس الوزراء المقبل سيُحسم داخل الإطار بالأغلبية".

وأضافت أن "معظم قوى الإطار — باستثناء نوري المالكي — تبدي استعداداً للقبول بولاية ثانية للسوداني وفق شروط محددة"، معتبرة أن الأسماء المتداولة في الإعلام بوصفها مرشحة لرئاسة الوزراء "غير دقيقة ومخصصة للاستهلاك الإعلامي".

وتابعت: "الإطار يدرك حجم التحديات الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية، ويسعى لتجنب تكرار أزمة الانسداد السياسي التي شهدها عام 2021".