طبيب أمريكي يكشف عن سبب وفاة صلاح الدين الأيوبي
الطبيب الأمريكي ستيفن جلوكمان كشف عن المرض الذي تسبب في وفاة القائد صلاح الدين الأيوبي، عام 1193 ميلاديا، عن عمر ناهز 56 عاما.
كشف الطبيب الأمريكي ستيفن جلوكمان، الأستاذ بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا، عن معلومات حول تدهور صحة السلطان صلاح الدين الأيوبي قبل وفاته، وعرض عمله البحثي خلال مؤتمر طبي أقيم مؤخرا لمناقشة "أمراض الشخصيات التاريخية".
وتلتقي كل عام مجموعة من الأطباء الأكاديميين والمتخصصين في مؤتمر يناقش أمراض الشخصيات التاريخية، للتوصل إلى كيفية وسبب موت المشاهير في التاريخ. ووقع الاختيار هذا العام على البطل الإسلامي والقائد صلاح الدين الأيوبي.
وكشف موقع "روسيا اليوم" أنه رغم صعوبة تقديم تشخيص دقيق بعد مرور 800 عام على وفاة صلاح الدين الأيوبي، فإن الطبيب المختص ذكر السبب الأكثر احتمالا لوفاة صلاح الدين الأيوبي.
وتدهورت صحة الأيوبي لأول مرة عام 1185، عندما كان يبلغ من العمر 47 عاما، ولم تكن هناك أعراض دقيقة بحسب الوثائق التاريخية، ومرض حينها لفترة شهرين، ثم تدهورت حالته الصحية مجددا عام 1190، وتعرض لنوبات حمى غامضة، ولم يبرح فراشه شهرا كاملا.
عندما بلغ صلاح الدين الأيوبي 56 عاما اشتكى من الحمى وآلام المغص المعوي وفقدان الشهية وعسر الهضم. وعانى أيضا من الصداع والنزيف، وفي اليومين السابع والثامن من المرض أصبح مشوش الذهن، وفي اليوم الحادي عشر بدأ العرق يتصبب منه بغزارة وبدأ يفقد الوعي تدريجيا ومات في اليوم الرابع عشر.
وأشار ستيفن جلوكمان إلى أن الصورة السريرية للمرض لم تكن مشابهة للجدري أو الطاعون أو السل، وتوفي صلاح الدين الأيوبي (على الأرجح) من حمى التيفوئيد، والعامل المسبب كان بكتيريا السالمونيلا التيفية.
ولد صلاح الدين محمّد بن أيوب في بلدة تكريت بالعراق، سنة 1138 ميلاديّة لعائلة كرديّة نبيلة، وما لبثت هذه العائلة أن هاجرت إلى الموصل لتقيم مع السّلطان عماد الدّين زنكي، وحينما قرّر عماد الدّين زنكي أن يتوجّه بجيشه غربًا باتجاه دمشق ليضمّها إلى سلطانه تحقّق له ما يصبو إليه. وقد رحل إلى دمشق ليستقر فيها وأخذ معه نجم الدين أيوب وابنه صلاح الدّين، حيث بقيت العائلة في كنف عماد الدّين زنكي ورعايته ومن بعده ابنه نور الدين محمود بن زنكي، وقد أثّرت البيئة التي تربّى فيها صلاح الدّين على شخصيّته حيث شبّ كريم الأخلاق جواداً كريمًا متسامحًا.
أمّا على صعيد الجانب العسكري فقد تبلورت شخصيّة صلاح الدّين الأيوبي العسكريّة بتأثّره الكبير بعمّه أسد الدّين الذي كان بطلًا مغواراً وفارسًا شجاعًا؛ حيث انتدبه نور الدّين زنكي للتوجّه إلى مصر لاحتلالها وضمّها إلى سلطانه، وقد رافقه في مهمّته تلك صلاح الدّين ابن أخيه؛ حيث أبدى شجاعةً فائقة، وقتل وزير الفاطميين في مصر شاور الذي تسلّط على العباد وتعاون مع الصّليبيّين الأعداء.
وقد فرح المصريون فرحا شديدا بقتل شاور وبإنهاء حكم الدّولة الفاطميّة العبيديّة التي استمرت ما يقارب ثلاثمائة سنة؛ وتولّى صلاح الدّين مقاليد حكم مصر ونشأت الدّولة الأيوبيّة التي تمكّنت من ضمّ الشّام إليها وتم توحيدهما في قطرٍ واحد، وليتمكّن صلاح الدّين الأيوبي من هزيمة الصّليبيين في معركة حطّين ودحرهم عن بلاد الشّام.
توفي القائد العربي صلاح الدين الأيوبي، في السابع والعشرين من شهر صفر عام 589 هـ، ودفن في دمشق، ويقع قبره بالقرب من المسجد الأموي، وتحديداً في حي الكلاسة، وتم تصميم القبر من الجوز، في عهد ابن صلاح الدين الأيوبي، الملك عثمان بن صلاح الدين، ونُقشت على القبر العديد من الزخارف، كما يحتوي مكان وجود القبر على العديد من الألواح من نوع القيشاني.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA=
جزيرة ام اند امز