كهف الملح في "سيوة المصرية".. رحلة استشفاء تستغرق 45 دقيقة
الكهف مغطى بالكامل بالملح الصخري المستخرج من بحيرات الملح في سيوة، والذي يحتوي على نحو 40 عنصرا مفيدا للجسم
على مدى 45 دقيقة تشعر أنك بمعزل عن العالم، لا شيء حولك سوى رائحة اليود وملمس الملح الخشن على جسدك داخل كهف الملح بواحة سيوة المصرية التي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب غرب محافظة مرسى مطروح.
"الكهف مغطى بالكامل بالملح الصخري المستخرج من بحيرات الملح في سيوة، والذي يحتوي على نحو 40 عنصرا مفيدا للجسم؛ منها اليود والبوتاسيوم والحديد والمنجنيز".. بحسب ما قاله علي عثمان، مدير الكهف، لـ"العين الإخبارية".
ويوجد في سيوة 4 بحيرات ملح رئيسية يستخرج منها الملح الذي يدخل في كثير من المنتجات ويتم تصديره إلى الخارج؛ هي بحيرة الزيتون شرق سيوة وتبلغ مساحتها نحو 6 آلاف فدان، وبحيرة سيوة غرب مدينة شالي وتقع على مساحة 3600 فدان، وهناك بحيرة أغورمي ومساحتها 960 فدانا، وأخيرا بحيرة المراقي غرب الواحة وتمتد لـ700 فدان، وهناك عدة بحيرات أخرى أصغر مساحة.
وينصح علي عثمان زوار الكهف بالاسترخاء التام طوال مدة الجلسة، عبر إغماض العينين والقيام بتمارين التنفس، وإغلاق الهواتف المحمولة.
تساعد أيضا على الاسترخاء الإضاءة الخافتة داخل الكهف ورائحة البخور المنبعثة من المبخرة مع بعض الموسيقى أو الآيات القرآنية.
ويعدد عثمان فوائد كهف الملح قائلا: "يساعدك على التخلص من الطاقة السلبية وهو مريح للأعصاب لمن يعانون من الاكتئاب والمشاعر السلبية، كما أنه مفيد لعلاج آلام الظهر والمفاصل وينصح من يعانون من هذه الأمراض بدفن كامل الجسد في الملح لتعظيم الاستفادة".
ويعد كهف الملح محل جذب لمن يعانون من الجيوب الأنفية والحساسية والربو وغيرها من الأمراض الصدرية، إذ يعمل اليود على تقوية مناعة الجهاز التنفسي كما ينشط الغدة الدرقية التي تقوم بدورها بضبط كثير من العمليات في الجسم.
ويقول عليّ عثمان: "أجدادنا عرفوا فوائد الملح منذ القدم ولذلك كانوا ينصحون برش الملح في المنزل للتخلص من المشاكل والطاقة السلبية، كما كانوا يضعون أقدامهم في ماء وملح في نهاية اليوم لإزالة التوتر والإجهاد من الجسم، وحتى الآن نشعر بتحسن في النفسية عندما نسير إلى جوار البحر ونستنشق رائحة اليود فهي بمثابة فلتر يزيل السموم والطاقة السلبية من الجسم".
ويستعين مدير الكهف ببعض قواعد التأمل التي تعلمها على يد مدربين أجانب يزورون الواحة لمساعدة الزوار على الاسترخاء والتنفس بعمق لتعزيز استفادتهم بالجلسة، ويقول إن هدفه ألا يخرج الزائر من كهف الملح مثلما دخل، وأن يتخلص بالداخل من التوتر والطاقة السلبية والألم ويخرج مشرقا بالابتسامة.