لماذا انضمت مدينة السلط الأردنية إلى قائمة التراث العالمي عام 2021؟
تستعرض مدينة السلط الأردنية، الواقعة شمال غربي عمّان، حضورها التاريخي الممتد عبر الحضارات، بمعالمها الدينية وعمارتها الحجرية وتراثها الذي أتاح إدراجها على قائمة التراث العالمي عام 2021.
على مسافة تقارب 30 كم شمال غربي العاصمة الأردنية عمّان، تستقر مدينة السلط فوق سفوح مرتفعات محافظة البلقاء المطلة على نابلس في فلسطين، محتفظة بين شوارعها القديمة برائحة تاريخ يمتد لآلاف السنين.
سبب تسمية مدينة السلط الأردنية بهذا الاسم
عُرفت السلط قديمًا باسم «سالتوس» نسبة إلى القائد اليوناني الذي دخلها في زمن الإسكندر المقدوني، وشيّد فيها معبدًا للإله «زيوس» في منطقة «زي»، وهي من أشهر المناطق الحرجية في الأردن.
ويرى بعض الباحثين أن اسم السلط مشتق من الكلمة اللاتينية سالتوس بمعنى الغابة، بينما يشير آخرون إلى جذور سريانية من كلمة «سلطا» التي تعني الصخر والحجر الصلب.
وفي عام 2021، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج مدينة السلط ضمن قائمة التراث العالمي تقديرًا لخصوصيتها العمرانية والثقافية، ولتميز نمط العيش المشترك بين سكانها.
واعتمد ملف ترشيح السلط على ما تمتلكه من تراث معماري متفرد ظهر بعد عام 1860، إلى جانب كونها نموذجًا بارزًا للعلاقات المتناغمة بين المسلمين والمسيحيين.

أهم معالم مدينة السلط الأردنية
تُعرف المدينة بمعالمها الدينية الممتدة منذ قرون؛ ففي أطرافها يقع مقام النبي يوشع بن نون، بينما تستقبل كنيسة الخضر الزوار منذ تشييدها عام 1682، ويُعد هذا المقام من أبرز المواقع التي يقصدها المسلمون والمسيحيون في السلط.
وتحافظ السلط على طراز معماري مميز، إذ تنتشر مبانيها الحجرية ذات اللون الأصفر فوق ثلاثة جبال رئيسية هي: السلالم، والجدعة، والقلعة، مشكلةً مشهدًا طبيعيًا متناسقًا، وتتخللها الوديان التي تقود إلى شوارعها الكبرى، في صورة تعكس علاقة متصلة بين البيئة والعمران.
كما تروي جبال السلط ووديانها مسارات حضارات متعددة، من الآشوريين إلى الرومان ثم المماليك والعثمانيين، وتؤكد المكتشفات الأثرية وجود مقابر رومانية تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ما يعزز عمق الامتداد التاريخي للمدينة.

معالم تاريخية في مدينة السلط الأردنية
وعلى أطراف السلط يبرز مقام النبي شعيب عليه السلام في وادي شعيب غرب المدينة، ويُعتقد أنه من المواقع الدينية المهمة التي يرتادها الزوار في الأردن.
ويعود تاريخ السلط لأكثر من 5500 عام، وكانت في العصور الماضية محطة رئيسية على طريق الحج الشامي وملتقى للحجاج القادمين من الشمال باتجاه مكة، كما شكّلت مركزًا للقضاء خلال العهد العثماني، وازدهرت تجارتها وحياتها الاجتماعية حتى أصبحت من أبرز مدن شرق الأردن قبل تأسيس إمارة شرق الأردن.
وتُعرف السلط بنمط عيش يجمع السكان بمختلف دياناتهم، حيث يتجاور الأذان مع قرع الأجراس، ويتشارك الأهالي مناسباتهم اليومية بانسجام يعكس روح المدينة التي عُرفت بلقب «مدينة التسامح والضيافة الحضارية».