عقوبات على الصناعة النووية الروسية.. هل يتخذ الغرب القرار الخطأ؟
تستعد صناعة الطاقة النووية للانخراط في الصراع الاقتصادي بين روسيا والغرب بسبب الحرب الدائرة في شرق أوروبا.
يناقش الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على القطاع النووي الروسي، حيث أصدر البرلمان الأوروبي قرارا بأغلبية 489 صوتا مقابل 36 يحث قادة الاتحاد الأوروبي على إدراج عقوبات على الصناعة النووية الروسية في حزمة العقوبات العاشرة، والمتوقعة قبل 24 فبراير/شباط الجاري.
تنتج الطاقة النووية ما يقرب من خمس الكهرباء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكنهما الاستغناء عن روسيا في هذه الصناعة كون موسكو مورد رئيسي لليورانيوم المستخدم في هذه الصناعة.
كما أن روسيا هي المهيمنة بشكل أكبر في تطوير اليورانيوم إلى وقود نووي من خلال عمليات التحويل والتخصيب، والتي تمثل 46% من قدرة التخصيب في العالم.
في المتوسط، يعتمد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على روسيا في أكثر من 20% من إمداداتها وخدماتها في هذه الصناعة.
كما أن العديد من المحطات النووية في أوروبا الشرقية روسية الصنع وتعتمد على موسكو في عمليات الصيانة وتزويد الوقود.
في حين أن أوروبا والولايات المتحدة لديها بعض الإجراءات المضادة إلا أن أمن الطاقة النووية في الغرب في خطر بحسب موقع "oil price"، حيث يمكن لروسيا أن تحد من إمدادات اليورانيوم وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الأسواق.
روسيا ليست اللاعب الوحيد في سوق اليورانيوم، فهناك أيضا كازاخستان وأوزبكستان، اللتان تنتجان أكثر من نصف إمدادات اليورانيوم في العالم، حيث يصدران 44% و49% من إمدادات اليورانيوم إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على التوالي.
غالبا ما تمر صادرات اليورانيوم من كازاخستان وأوزبكستان عبر روسيا، عبر سان بطرسبرج أو المجال الجوي الروسي، ويمكن لروسيا أن تمنع العبور عبر أراضيها، لكن الأمر الأهم والذي يفسر قوة موسكو في هذا المجال، هو دمج الشركات الروسية بشكل كبير في إنتاج اليورانيوم في كازاخستان.
في حال قطع روسيا لإمدادات اليورانيوم، سيؤدي اختلال التوازن بين العرض والطلبفي هذا السوق.
يتزايد الطلب على الطاقة النووية مع بدء البلدان في إدراك أنها أساسية لانتقال الطاقة؛ حيث إنها توفر قدرة طاقة موثوقة وآمنة وصديقة للبيئة.
كانت أسعار اليورانيوم منخفضة منذ عقد من الزمان، منذ عام 2019، تضاعفت أسعار اليورانيوم، مع انخفاض المخزونات، وانخفض المعروض من المناجم إلى 77% من الطلب العالمي.
إذا ما أصر الغرب على تصعيد الصراع في هذه المنطقة، سنجد أن روسيا تمتلك حاليا معظم الأوراق في القطاع النووي، خاصة إمدادات اليورانيوم.
إذا كانت روسيا استطاعت أن تتخلى عن إيرادات الغاز المصدر للاتحاد الأوروبي والبالغة 55 مليار دولار منذ فبراير/شباط 2022 وحتى الآن، فهي أيضا يمكنها أن تستغني عن مليار دولار سنويا قيمة اليورانيوم الذي تصدره للغرب.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA== جزيرة ام اند امز