سياسة
السراج يعرقل توحيد مؤسسات ليبيا.. حجر عثرة بطريق السلام
لم يكتف فايز السراج بسنوات الخراب الماضية، ويواصل محاولاته عرقلة جهود توحيد المؤسسات الليبية، والاستئثار بالسلطة، ومفاقمة أزمة البلاد.
وفي محاولة لوضع عصا في عجلة المستقبل الدائرة، أصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي المنتهية ولايته، قرارا بمنع وزراءه والمسؤولين الحاليين في الشركات العامة من التواصل مع السلطة التنفيذبة المؤقتة أو عقد لقاءات معها قبل تسلم مهامها رسميا.
ويوجه رئيس المجلس الرئاسي السابق بذلك، ضربة قوية لمساعي رئيسي المجلس الرئاسي والحكومة الجديدين لتوحيد البلاد وتعميم المصالحة الوطنية تمهيدا لانتخابات عامة مقررة 24 ديسمبر/كانون أول 2021.
وفي قرار حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أمر السراج وزراءه ورؤساء الهيئات الإدارية والشركات بـ"منع التواصل مع القيادات السياسية المنبثقة عن الحوار الوطني"، متعللا بعدم اكتسابها الشرعية حتى الآن، رغم أنه لم يحصل على هذه الشرعية خلال ممارسته لعمله، إذ رفض مجلس النواب منحه الثقة أكثر من مرة.
مساعي توحيد المؤسسات
ومنذ أسابيع، يحاول رئيسا وأعضاء المجلس الرئاسي والحكومة الجديدين، محمد المنفي وعبد الحميد الدبيبة توحيد مؤسسات الدولة، وأجروا العديد من الزيارات واللقاءات في الشرق والغرب والجنوب، والتقوا مسؤولين حاليين في حكومة السراج وقيادات عسكرية.
وعقد عبد الحميد الدبيبة لقاءات مع رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، وئام العبدلي، وأعلن التنسيق مع فرج المطاري وزير المالية بحكومة السراج بشأن توحيد الميزانية.
كما التقى رئيس المجلس الرئاسي الجديد في الأيام الماضية، آمري المناطق العسكرية وأعضاء اللجنة العسكرية التابعين لحكومة السراج، لكن الأخير قرر فجأة عرقلة كل هذه الجهود الحثيثة لتوحيد البلاد.
عرقلة توحيد الميزانية
ورغم أن الأطراف الليبية سبق واتفقت على توحيد ميزانية عامة للبلاد لمدة شهرين لحين إعطاء الثقة للحكومة الجديدة، إلا أن فايز السراج يقف عثرة في هذا الطريق، وهو ما أعلنه المصرف المركزي بطرابلس اليوم الأربعاء في بيان رسمي.
وأكد المصرف المركزي أن المجلس الرئاسي بقيادة السراج "امتنع عن إصدار قرار باعتماد الترتيبات المالية المؤقتة الموحدة لشهري يناير وفبراير 2021 حتى الآن".
وأوضح المصرف أن هذه الترتيبات سبق وتم الاتفاق عليها مع وزارة المالية وبمشاركة الاطراف الدولية في 24 يناير "كانون ثاني" 2021".
ونوه إلى أن "عدم اعتماد هذه الترتيبات تسبب في تأخر صرف مرتبات المواطنين في الدولة عن شهري يناير وفبراير على أن يبدء في صرفها اليوم الأربعاء 3 مارس".
وكان الدبيبة أعلن عبر "تويتر" أنه "أجرى صباح اليوم إتصالاً هاتفياً مع محافظ مصرف ليبيا المركزي للاستعلام عن سير عملية دفع مرتبات المواطنين لشهري يناير وفبراير 2021".
ونقل الدبيبة عن المحافظ قرار البدء في دفع مرتبات المواطنين من اليوم الأربعاء قبل الإعلان عن ذلك رسميا على موقع المصرف.
27 مؤسسة
وتستمر جهود توحيد المؤسسات الليبية التي عانت من الانقسام منذ عام 2014، عبر لقاءات أجراها مسؤولين من الشرق والغرب.
وبحسب مسؤولين ليبيين، فإن أكثر من 27 مؤسسة وإدارة ومصرف متخصص وأجهزة تابعة للدولة يقترب الإعلان عن توحيدها بشكل كامل.
والخميس الماضي، أعلن الدبيبة تسليمه مقترح معايير التشكيلة وبرنامجها إلى رئاسة مجلس النواب لاعتمادها.
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، لانعقاد جلسة لمناقشة منح الثقة للحكومة الجديدة الإثنين الموافق 8 مارس/آذار المقبل بمدينة سرت.
والشهر الماضي، قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز، إن قائمة "محمد المنفي" فازت برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، ومعه عبدالحميد دبيبة لرئاسة الحكومة، بعد حصولها على 39 صوتا، مقابل 34 لقائمة "عقيلة صالح".
ومن المقرر أن تقود السلطة الجديدة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة أواخر هذا العام 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.