العلاقات السعودية-المصرية كانت ولا تزال متميزة بالقوة والتكامل والتطور في مجالات السياسة والاقتصاد، فضلا عن التمازج الثقافي والاجتماعي.
واليوم نحن أمام حالة توجه إلى وحدة في المصالح والأهداف بين الرياض والقاهرة من غير شعارات رنانة، بل عبر خطط عملياتية هادفة لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، لا سيما في ظل توافر مقومات النجاح لديهما وتعدد الإمكانات والفرص الاقتصادية والاستثمارية.
ولعلّ أقرب ما يؤكد كل ما سبق هو حديث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح المرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية، "سايلو فودز"، يوم الخميس الماضي، حين قال: "علاقة مصر رشيدة ومتزنة مع الجميع، خاصة الأشقاء في السعودية، ولا ننسى موقف المملكة الداعم لنا"، مؤكدا أن سياسة مصر تتسم بالانضباط الشديد، ناصحا بـ"عدم التجاوز والانسياق وراء أمور لا أساس لها من الصحة"، أو الانجرار وراء مواقع وصفحات مغرضة تهدف للإساءة والوقيعة بين الدول.
ونستذكر هنا أيضا البيان المهم، الذي صدر عن السعودية ومصر في الرياض، مطلع العام الحالي، بعد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي، وبرئاسة كل من وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري، ما يؤكد توافق الرؤى بين البلدين حيال العديد من القضايا والأزمات، التي تمر بها المنطقة والعالم، كما أنهما يأخذان في الاعتبار أن مستقبل المنطقة يحتّم تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين لدعم مصالح شعبَيهما.
هذا البيان هو تذكير لأولئك المتربصين بدق إسفين بين البلدين بمواقف الرياض والقاهرة الثابتة إزاء ملفات مُلحة، ومؤشر على تنسيق عالٍ وتكامل مستمر نحو تنمية واستقرار المنطقة.
العلاقات السعودية-المصرية ستبقى قوية ومتماسكة لأنها تستند إلى تاريخ طويل من المواقف الداعمة والوقائع التاريخية، التي يمكنها أن تحصّن هذه العلاقات، كما أن استمرار علاقة البلدين بهذا القدر من القوة والتكامل والتنسيق والتفاهم والتوافق ينعكس بلا شك على الأمن القومي العربي، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة والحساسة، التي يمرّ بها العالم أجمع، وعلينا الحذر من تلك الأصوات المعادية التي تحاول التأثير في هذه العلاقة القوية ووأد صوتها في مهده.
سيظل التاريخ شاهدا على عمق العلاقات السعودية المصرية المنيعة والعصية على أي محاولة تخريب، ومصر بقيادتها الواعية وشعبها العظيم قادرة على تجاوز كل الأزمات، مهما حاول أعداء أرض الكنانة خلق المشكلات والعقبات.. فقد سبق ونجحت خلال السنوات الماضية -رغم كل المعضلات- في إنشاء بنية تحتية يجب الفخر بها، وهذه النجاحات المنجَزة في وقت قياسي تمكّنها من الانطلاق إلى آفاق مشرقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة