باختصار، نجحت القمة الخليجية بالرياض أمس، في أن تنعقد وتتخذ قرارات، وفشلت قطر في تعكير صفو المؤتمر أو الإقلال من دوره ونتائجه.
أكتب إليكم من الرياض.. باختصار، نجحت القمة الخليجية في الرياض أمس، في أن تنعقد وتتخذ قرارات، وفشلت قطر في تعكير صفو المؤتمر أو الإقلال من دوره ونتائجه.
ومن المتفق عليه في مثل مؤتمرات القمة أن مستوى التمثيل لأي وفد في أي قمة على مستوى الزعماء يعكس درجة الاهتمام الذي توليه الدول المشاركة فيه.
هذه القمة هي قمة مفترق طرق في علاقة قطر بأشقائها في مجلس التعاون، ومن الواضح أن سلوك الحكم في قطر في الشهور الأخيرة، وبالذات عقب موضوع جريمة خاشقجي، قد حرق الجسور، وهدم أفكار أي مصالحة قريبة، وزاد هوة الشقاق والخلاف والتدهور
وفي حال المؤتمرات الدولية على مستوى القمة، فإن هناك 4 احتمالات لمستوى المشاركة والتمثيل: الاحتمال الأول: أن تشارك الدولة بأعلى مستوى من التمثيل، بمعنى أن يشارك رأس السلطة (رئيس - ملك - أمير - شيخ - جنرال - مستشار)، كل حسب مسماه في هرم السلطة.
وفي هذه الحالة، يكون ذلك هو الاحتمال الأفضل، الذي يعكس ارتفاع الاهتمام بالمؤتمر.
الاحتمال الثاني: أن يكون هناك مانع صحي أو لوجيستي يمنع مشاركة رأس الدولة، فيشارك الشخص التالي في ترتيب السلطة، مثال حال مشاركة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس وزراء دولة الإمارات، حاكم إمارة دبي.
الاحتمال الثالث: هو تخفيض مستوى المشاركة عن عمد مقصود، مثل حال مشاركة قطر في القمة الأخيرة بالرياض على مستوى وزير الدولة للشؤون الخارجية سعد المريخي، وهو أدنى مستوى تمثيل في مشاركة الدول الست، فهناك ملكان وأمير ورئيس وزراء ونائب رئيس وزراء، بينما تشارك قطر بمستوى وزير دولة.
هذه الرسالة القطرية للقمة، هي منافية تماماً لما درجت عليه العادات والتقاليد الخليجية سياسياً وأخلاقياً.
قامت قطر بهذا الأمر، رغم أن الدعوة التي وُجهت إليها رسمياً بكل احترام كانت في الدوحة موقعة من رئيس القمة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يمثل أعلى سلطة في بلاده، لسمو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر.
قامت الدوحة بذلك متجاهلة عن عمد أن هرم السلطة في قطر يضم بالتتابع ولي العهد، ثم رئيس الوزراء، ثم نائب رئيس الوزراء.
الاحتمال الرابع: هو عدم الحضور وعدم المشاركة تماماً بأي مستوى سياسي أو إداري.
المهم أن القمة الخليجية لديها جدول حاشد من الملفات، أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية، منها ما هو مؤجل من القمة الـ38، التي انعقدت في ديسمبر الماضي بالكويت.
ولاحظت في قمة الكويت التي حضرتها وتابعتها أن الأمير تميم كان أول المشاركين فيها من البداية إلى النهاية، مما يعكس حالة «الانسداد السياسي» بين الرياض وأبوظبي والمنامة من ناحية، والدوحة من ناحية أخرى.
وكما توقعنا أمس، فإن هذه القمة هي قمة مفترق طرق في علاقة قطر بأشقائها في مجلس التعاون، ومن الواضح أن سلوك الحكم في قطر في الشهور الأخيرة، وبالذات عقب موضوع جريمة خاشقجي، قد حرق الجسور، وهدم أفكار أي مصالحة قريبة، وزاد هوة الشقاق والخلاف والتدهور.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة