الهجوم على الوطن الذي مصدره مؤسسات إعلامية أو قنوات فضائية أو وسائل حديثة أو تقليدية إنما ينطلق من منهجيات إعلامية مصابة بشلل الضمير.
إن الهجوم على الوطن الذي مصدره مؤسسات إعلامية أو قنوات فضائية أو وسائل إعلام حديثة أو تقليدية إنما ينطلق من منهجيات إعلامية مصابة بشلل الضمير.
نتعرض خلال هذه الفترة لموجة ممنهجة من الإساءة الإعلامية تتجه نحو الوطن بمكوناته دون استثناء، ويتنامى هذا الهجوم بشكل متدرج نحو موضوعات متعددة سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية، وهذه الحملة التي نواجهها ليس لها تعبير دقيق سوى وصفها بأنها حالة من مرض اسمه شلل الضمير في ذلك الإعلام الذي يستثمر كل وسائله من أجل إيصال رسالة سلبية عن وطننا دون معرفة محددة.. لماذا يحدث كل هذا؟
المجتمع السعودي خلال الفترة القصيرة الماضية أثبتت قراءته للأحداث صحتها، فمن لا يفهم طبيعة مجتمعنا يتوقع ردود فعل مختلفة لهذا المجتمع، ولكن ما حدث من المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية في سبيل مواجهة هذه الأزمة وغيرها من الأزمات غير الكثير من المفاهيم حول هذا المجتمع الذي يصعب اختراقه
الأزمة الكبرى التي يعاني منها ذلك الإعلام الهجومي أنه لا يستطيع أن يفسر بدقة لماذا هو يهاجم؟ ولماذا هو ينتقد بكل هذه الوسائل دونما معرفة دقيقة بالحقائق ودون سماع مباشر للحقيقة من جهاتها الأربع؟ قد لا يكون من المنطقي أن نطالب بإعلام يصنف نفسه عدواً لمجتمعنا ووطننا أن يمارس الإنصاف عند الحديث عنا، ولكن الأزمة الأكبر أن هذا الإعلام الهجومي والمعادي لنا وهو يرتكب تلك الأفعال تجاهنا يرتكبها بهدف مشترك بين حقد فردي لمن يمارس تلك الأفعال وبين تحقيق اتجاهات مؤسسته الإعلامية.
الإعلام بطبيعته رمز لنشر المعرفة والوصول إلى الحقائق وتنبي وجهات النظر حتى غير الصحيحة، ولكن الإعلام ليس مصاباً بشلل الضمير فهناك قواعد أخلاقية هي ما يحول بين الإعلام وبين تحوله إلى دائرة للغيبة والنميمة والهجوم ونشر الأكاذيب ضد الآخرين، المكانة الطبيعية للإعلام مهما كان نوعه أن يكون في المقدمة قبل السياسيين والمفكرين والمثقفين، وقبل أي أحد من أجل التمهيد للأفكار والاتجاهات والاستراتيجيات المطلوب تنفيذها، وفي المقابل فإن المكانة غير الطبيعية للإعلام أن يكون في المقدمة من أجل النياح والصراخ وتوزيع التهم والهجوم بلا هدف، ومع كل أسف نجد أن هذا المسار هو ما يميز تلك القنوات والوسائل الإعلامية التي أخذت على عاتقها تبني منهجيات هدفها الهجوم فقط.
في هذا الوطن نحن نؤمن بكل شيء يرتبط بقيمنا وقيادتنا ومستقبلنا وهذا الإيمان ليس مفتعلاً، بل هو حقيقة تاريخية، لذلك نحن ندافع وبشراسة عنها، وعبر التاريخ ثبت أننا دائماً ما ننتصر، والحقيقة التي نود أن يفهمها العالم من حولنا أننا لا ننتظر مرور الأزمات لمجرد اعتقادنا أنها سوف تنتهي فهذه حقيقة غير دقيقة، نحن نؤمن أن تلك الأزمات مهما كان نوعها إنما هي مسار طبيعي في عمر الدول ودفاعنا عن أوطاننا انعكاس طبيعي لعلاقتنا المتأصلة بزوايا المثلث الذي يشكل حلقة الأحكام، في مجتمعنا هذا المثلث يتكون من ترابط متين بين قيمنا وقيادتنا ومستقبلنا.
المجتمع السعودي خلال الفترة القصيرة الماضية أثبتت قراءته للأحداث صحتها، فمن لا يفهم طبيعة مجتمعنا يتوقع ردود فعل مختلفة لهذا المجتمع، ولكن ما حدث من المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية في سبيل مواجهة هذه الأزمة وغيرها من الأزمات غير الكثير من المفاهيم حول هذا المجتمع الذي يصعب اختراقه، ولعل الدليل على ذلك أنه حتى أولئك الذين ينتقدون المجتمع سواء في الخارج أو الداخل يقبع في دواخلهم ضمير وطني يجعلهم يعودون إلى حرصهم الدائم على استقرار وطنهم ورغبتهم الدائمة في الدفاع عنه.
التكوين الثقافي والفكري في المجتمع السعودي ليس سهلاً من حيث فهم الأسباب التي تجعل هذا المجتمع في حال اندماج وتداخل كبير مع تكويناته المجتمعية من القيم والقيادة والمستقبل، هذا المجتمع لديه القدرة على التكيف والتشكل بسرعة هائلة في سبيل مواجهة الأزمات التي تجتاحه، والمتابع لتحليلات المجتمع السعودي حول الأزمات التي تواجهه يدرك هذه الميزة وكيف استطاع هذا المجتمع أن يتصدى لكل المحاولات التي كانت تسهدف النيل من توازنه واستقراره.
شلل الضمير في بعض وسائل الإعلام وعلى بوابات التواصل الاجتماعي مرض أصيبت به تلك القنوات، ولن تشفى منه، وقد شخص المجتمع السعودي هذا المرض وأثبت أن الهجوم على الوطن الذي مصدره مؤسسات إعلامية أو قنوات فضائية أو وسائل إعلام حديثة أو تقليدية إنما ينطلق من منهجيات إعلامية مصابة بشلل الضمير، وهو مرض خطير يدرك المجتمع السعودي كيفية التعامل معه وصرف الأدوية المناسبة له، مع إدراك المجتمع أن هذا المرض يصعب الشفاء منه، ولكن من السهل مكافحته حتى ينتهي من الوجود تماماً، لذلك فإن الرسالة الدقيقة لكل إعلام يهاجم المجتمع السعودي أن هذا المجتمع لديه القدرة لاكتشاف الأمراض والمؤسسات الإعلامية المصابة بشلل الضمير.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة