التحية السعودية ردّتها مصر بتحية أحسن منها، حين استقبلت الطائرات الحربية المصرية طائرة الأمير محمد بن سلمان في الأجواء المصرية.
راهن أيتام تنظيم الحمدين وأقزام تميم، بتوجيهات حزب إخوان الشياطين، على أن يفسدوا العلاقات العربية كما عاثوا فساداً في البلاد والعباد من الخليج إلى المحيط، ملتزمين في ذلك سياسة "فرّق تسد"، اعتقاداً منهم بأنهم قادرون على تخريب العلاقات الطيبة التي جمعت بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في أكثر من لحظة تاريخية مفصلية، ليس أولها المشاركة الخليجية بالجنود والأفراد والعتاد في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر وفي حرب 67، وليس آخرها الوقفة الشريفة في وجه دعم الولايات المتحدة الأمريكية وانحيازها لإسرائيل، الدولة المحتلة الغاصبة، الوقفة التي حرمت الغرب من شريان الحياة الممتد بالنفط العربي، والتي تذكّرنا بمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".
التحية السعودية ردّتها مصر بتحية أحسن منها، حين استقبلت الطائرات الحربية المصرية طائرة الأمير محمد بن سلمان في الأجواء المصرية، ترحيباً به، وتأكيداً على أهمية الزيارة، ورسالة قوية وحازمة موجهة للأعداء ألا يجربوا المس بالأمن القومي العربي، والعلاقات السعودية المصرية فهي خط أحمر
وما أشبه اليوم بالأمس، فها هي الإمارات والسعودية تضخان المال والجهود لصالح استدامة التنمية التي تعود بالنفع على الشعب المصري الشقيق في جميع مجالات حياته ومعيشته، ففي عام 2015 وحده -خلال المؤتمر الاقتصادي "مصر المستقبل" الذي انعقد في شرم الشيخ- تعهدت السعودية والإمارات والكويت وعمان بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 12.5 مليار دولار، بل تقف دولنا في صف مصر مع استقرارها ونمائها وازدهارها ضد الإرهاب الذي تحركه الأنامل الخفية القطرية "الصغيرة"، وفي المقابل تساند مصر السعودية والإمارات وتقف إلى صفهما في ترسيخ وحدة الصف العربي، وتعزيز مصداقية ودور التحالف العربي المدافع عن سيادة واستقلال مملكة البحرين الشقيقة، والمحارب في جبهات اليمن للدفاع عن الشرعية التي أسقطها تآمر حوثي بأوامر إيرانية عليا.
وهذا الخيار القومي الصادق والواقعي تجلى أكثر في زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية الشقيقة، إلى مصر والتي استمرت لمدة 3 أيام، في بداية جولاته الخارجية الأولى منذ أن أصبح ولياً للعهد، فإن ذلك يعني أن الهم العربي في أعلى سلّم أولويات الحكم السعودي الرشيد، وإن كان لا يغفل الانفتاح على الأصدقاء في العالم والتواصل والتنسيق معهم، حيث تتضمن المحطة الثانية من جولته زيارة المملكة المتحدة التي بدأت أمس بلقاء مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، ثم سيتوجه سموه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى محطته الثالثة والأخيرة، وستكون بدايتها يوم الـ19 من مارس الجاري، للقاء الرئيس دونالد ترامب.
هذه التحية السعودية ردّتها مصر بتحية أحسن منها، حين استقبلت الطائرات الحربية المصرية طائرة الأمير محمد بن سلمان في الأجواء المصرية، ترحيباً به وتأكيداً على أهمية الزيارة، ورسالة قوية وحازمة موجهة للأعداء ألا يجربوا المس بالأمن القومي العربي، والعلاقات السعودية المصرية فهي خط أحمر، كما لا نغفل ذلك الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظي به الأمير محمد بن سلمان واستقباله في الأزهر الشريف وفي الكاتدرائية القبطية في العباسية، استقبال فخم يليق بمكانة ولي عهد المملكة العربية السعودية.
إنها مصر العروبة أيها الأذيال الصغار.. فاحذروها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة