مقاطعة منتجات تركيا.. إرادة شعبية سعودية تردع أطماع أردوغان
أكبر سلاسل لمتاجر السوبر ماركت انضمت إلى مقاطعة متنامية للواردات التركية اقترحها رواد أعمال وسعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي
نجحت حملة المقاطعة السعودية للمنتجات التركية في تحقيق أهدافها، وجذبت الملايين في أنحاء الوطن العربي، الذين وجدوا في الحملة رسالة ردع قوية لأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
في السعودية، انضمت أكبر سلاسل لمتاجر السوبر ماركت هذا الأسبوع إلى مقاطعة متنامية للواردات التركية اقترحها رواد أعمال وسعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك مع امتداد التوتر السياسي إلى التجارة بين البلدين.
والسعودية وتركيا على طرفي نقيض منذ ما يسمى بـ"الربيع العربي" لعام 2011 بسبب دعم أنقرة للجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، ومحاولة زعزعة استقرار الوطن العربي.
وأصدرت أسواق العثيم ومتاجر الدانوب وأسواق التميمي وشركة بنده للتجزئة بيانات تعلن فيها التوقف عن توريد السلع التركية بمجرد بيع المخزونات الموجودة لديها.
وقالت أسواق العثيم في بيان على حساب الشركة على تويتر "قادتنا وحكومتنا وأمننا هم خط أحمر لا يقبل المساس".
وقال المكتب الإعلامي للحكومة السعودية إن السلطات لم تفرض أي قيود على السلع التركية.
لكن في مقاطعة غير رسمية لواردات البضائع التركية، شوهدت لافتات في بعض متاجر التجزئة في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي تحث العملاء على عدم شراء السلع التركية.
ودعا عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، وهي هيئة غير حكومية، أيضا إلى المقاطعة في وقت سابق من هذا الشهر.
وعلى مدار الشهر الماضي، شاع تداول وسمي #مقاطعة_المنتجات_التركية و#حملة_مقاطعة_المنتجات_التركية.
في تركيا، قال مصدرون إنهم عانوا صعوبات متزايدة مع السعودية، التي تعارض أيضا السياسة الخارجية التركية في المنطقة.
وقال فيردي أردوغان رئيس اتحاد منتجي مواد البناء في تركيا "الأمر مستمر منذ عام، لكن الضغط الشعبي على (المنتجات) المصنوعة في تركيا" زاد في الآونة الأخيرة".
وفقا للأرقام التي نقلتها وكالة بلومبرج عن هيئة الإحصاء السعودية، فقد هوت قيمة الواردات السعودية من المنتجات التركية إلى 9.47 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 12.74 مليار دولار في 2015.
وتراجعت واردات السعودية خلال أول 8 أشهر من 2020 بشكل مهول إلى 1.91 مليار دولار وفقا لبلومبرج، وهو ما يؤكد بوار المنتج التركي في الأسواق السعودية.
وتتعدد العلامات التجارية للمنتجات التركية التي تتم مقاطعتها، ولكن وفقا للأرقام فإن أغلبية المنتجات هي للسجاد والمنسوجات والمواد الكيميائية والحبوب والأثاث والصلب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، غرد الآلاف للتحذير من تلك المنتجات، خاصة في ظل توافر بدائل عديدة لها بجودة أعلى وأسعار أكثر تنافسية، ورصد المغردون قائمة تضم 86 علامة تجارية تركية.
وقال المغردون إنه يمكن تمييز المنتجات التركية من خلال "الباركود" الذي يبدأ برقم 869.
ويأمل المشاركون في أن تستمر الحملة حتى تحقق أهدافها بالكامل، في ظل التأكيد على فعالية المقاطعة كوسيلة ناجحة في مواجهة صلف أردوغان.
وأسهم نجاح الحملة في السعودية، ومشاركة أكبر المراكز والأسواق التجارية السعودية، في انتقالها سريعًا إلى دول عربية أخرى، منها الإمارات ومصر والمغرب، وغيرها، وانتشرت الحملة على أوسع نطاق، احتجاجاً على سياسات تركيا ودعمها للإرهاب، وكذلك تدخلاتها في الشؤون العربية.