تطفو على السطح بين الفينة والأخرى مزاعم تروج لحدوث خلاف أو أزمة أو توتر بين السعودية والإمارات.
ويدرك أي متابع للشؤون الخليجية والعربية أن هناك متربصين كثيرين بالتحالف السعودي-الإماراتي، الذي يقف حجر عثرة في وجه تنفيذ المشروعات التوسعية والمخططات التآمرية للأنظمة والدول والتنظيمات الإرهابية، التي تشمل ائتلافاً غير معلن للشر يستهدف الدول والشعوب العربية.
وكادت مؤامرات هذا الائتلاف أن تنجح في تخريب بعض الدول العربية، ولكن يقظة ومبادرة التحالف السعودي-الإماراتي قد أسهمت بقوة في تجنيب هذه الدول مزيدا من الفوضى والدمار والخراب، حيث تعمل الدولتان الشقيقتان حالياً على دعم الجهود الرامية لاستعادة الأمن والسلم في جميع البلدان العربية.
الواقع يؤكد أن هذا التحالف السعودي-الإماراتي يزداد قوة ومناعة ويتحصن كل يوم بالتنسيق والحوار والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين حول أي أحداث أو ظروف أو تطورات عابرة، فهناك بالفعل قناعة مشتركة وراسخة لدى قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين بأن التحالف خيار استراتيجي حتمي يفرضه التاريخ والمبادئ والمصير المشترك وروابط الأخوة والدين والمصالح والتحديات، ومن ثمّ فهو بديل استراتيجي لا غنى عنه لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين في استدامة الأمن والاستقرار والرخاء، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته، الاثنين الماضي، للرياض، حيث قال إن "الشراكة بين الإمارات والسعودية قوية ومستمرة لما فيه خير البلدين والمنطقة".
ورغم هذه الحقائق الراسخة، لا تتوقف محاولات المتآمرين والمتربصين لإثارة الشكوك وخلط الأوراق، بل تتواصل، لكنها لن تحقق هدفها ولن تنال مرادها وستتحطم على صخرة اليقين المتبادل بأهمية تحالف الخير المصيري بين الدولتين الشقيقتين، وستبقى استراتيجية "الخندق الواحد"، التي أشار إليها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمنزلة خارطة طريق للعلاقات الإماراتية-السعودية خلال السنوات والعقود المقبلة من القرن الحادي والعشرين بإذن الله.
فالعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين الشقيقين تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة، تتنوع بين الأخوة والتضامن والمصير المشترك والاحترام والتقدير المتبادل، حيث تدرك الإمارات أن السعودية الشقيقة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات، التي تتعرض لها، لما تمثله من ثِقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم به سياستها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت نفسه.
لذا فإن علاقات البلدين الشقيقين كانت، ولا تزال وستظل، علاقات متينة وصُلبة، لأنها تستند إلى أسس راسخة ومتجذرة، إضافة إلى الإرادة السياسية لقيادتي البلدين، وما يجمع بين شعبيهما من روابط الأخوّة ووشائج المحبة والتقدير، فضلاً عن أن الواقع يؤكد بالفعل أن السعودية والإمارات يقفان معاً بقوة وإصرار في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.
فالإمارات، التي تأسست على مبادئ وقيم تقوم على احترام الأدوار وبناء التوازنات وتوقير الكبير، تقدّر دور المملكة الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وتدرك أن تنازع الأدوار يتسبب في فشل منظومات العمل المشترك ولا يمنح المتنازعين أي فاعلية أو قدرة على التأثير في الأزمات والمواقف المختلفة.
ومن الضروري هنا الإشارة إلى أن هذا الاحترام والتقدير ليس من طرف واحد فقط، بل يقابله الجانب السعودي بتقدير واحترام لا يقل قدراً ومكانة، وهو ما يمكن ملاحظته وفهمه بدقة من كلمات الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، في وقت سابق كرد على سؤال وُجه له في مؤتمر صحفي حول مزاعم بشأن وجود خلافات تخيم على فضاء العلاقات السعودية-الإماراتية، حيث قال: "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي"، ليحسم بذلك أي جدل وينهي أي أقاويل ومزاعم حول هذا الأمر، ويجسد معاني عميقة ومشاعر فياضة تحمل من الأخوة أكبر مما تعبر عن التحالف، وتظهر جوهر وطبيعة العلاقة الأخوية بين السعودية والإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة