محاولات "قطر" وفرحة "تركيا" وحلم "إيران" للإيقاع بين السعودية والإمارات لم تكتمل
"العلاقات السعودية الإماراتية في أحسن حالاتها" بمضمون هذه العبارة كان الرد القاطع من الرياض وأبوظبي على كل المحاولات التي سعت وتمنت دق إسفين بين البلدين، على وقع ما حدث في دولة اليمن، وسيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات على المدينة الساحلية (عدن)، التي تحتضن مقر الحكومة الشرعية للرئيس عبدربه منصور هادي.
محاولات "قطر" وفرحة "تركيا" وحلم "إيران" للإيقاع بين السعودية والإمارات لم تكتمل، ليس لسبب سوى أن هذه الدول مجتمعة تتمتع بقسط وافر من الغباء أو الجهل وربما الاثنان معاً، وهو ما منعها من أن تدرك طبيعة العلاقات التاريخية بين السعودية والإمارات، سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب
ما حدث في الأيام الأخيرة أظهر بجلاء من هم الأعداء المتربصون بأمن الخليج العربي وتحالفاته، فلم أكن أتصور هذا الحقد الدفين وهذا الكره والبغض على دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، اللتين تقودان اليوم وبنجاح التحالف العسكري لتعزيز الشرعية في اليمن الشقيق، من أجل عودة الحكومة المنتخبة إلى العاصمة صنعاء، وهزيمة الحوثيين الانقلابيين الذين تقودهم وتتحكم فيهم إيران.
محاولات "قطر" وفرحة "تركيا" وحلم "إيران" للإيقاع بين السعودية والإمارات لم تكتمل، ليس لسبب سوى أن هذه الدول مجتمعة تتمتع بقسط وافر من الغباء أو الجهل وربما الاثنان معاً، وهو ما منعها من أن تدرك طبيعة العلاقات التاريخية بين السعودية والإمارات، سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، فهذه الدول نسيت أو تناست أن علاقات البلدين تنطلق على أسس اجتماعية وسياسية مشتركة، برهنت عليها التفاهمات المباشرة بينهما، هذه التفاهمات لم تبدأ من اليوم، وإنما منذ عقود مضت.
وأستطيع التأكيد على أن هذه الدول أعماها حقدها من أن تقرأ التاريخ جيداً، لتعرف أن التوافق السياسي الراهن بين الرياض وأبوظبي، تبلور في ستينيات القرن الماضي، وكان أبرزها التنسيق لدعم مصر في حرب 1973 وحرب تحرير الكويت عام 1991، ثم الموقف المشترك في أحداث الربيع العربي عام 2011 وتم تعزيزه في عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، ومن ثم فإن أي محاولات للنيل من هذه العلاقات لا شك أنها ستعود خائبة.
وإذا كان من خطر يهدد علاقة السعودية والإمارات اليوم فهو خطر "التنظيمات الإرهابية"، التي تخصص الكثير من إصداراتها وقنواتها الإعلامية لانتقاد سياسات مكافحة التطرف والإرهاب في البلدين، وتوجه نقدها لسياسات الانفتاح المتبعة في السعودية والإمارات، وتهاجم رموز الاعتدال العربي باستخدام الأكاذيب والأدوات غير الأخلاقية، وخير مثال على ذلك ما ظهر في قناة الجزيرة القطرية، التي دفعت بكل ثقلها للإيقاع بين السعودية والإمارات، فنشرت الأكاذيب وفبركت المعلومات، اختلقت القصص والحكايات وصنعت منها التقارير الخادعة.
وقد يتكرر هذا المشهد بصور مختلفة في المستقبل، ما يؤكد أن دول الخليج في حاجة اليوم إلى آلة إعلامية مضادة، تكشف ألاعيب دول الحقد والكراهية في التو واللحظة، وتعمل على إيقاف خططها وبرامجها لضرب التوافق بين دول الخليج خاصة، والدول العربية عامة، وعلينا أن نشكر الظروف التي كشفت لنا حقيقة دول الحقد والكراهية، وعلينا في الوقت نفسه إيجاد الحلول التي تساعدنا على مواجهة مثل هذه المواقف مستقبلاً.. ونحن على ذلك لقادرون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة