وما هذه اللقاءات على عجل، والاتصالات العلنية والخفية، وتسارع المواقف والتصريحات والتهديدات إلا المتنفس الأخير لنظام الملالي
يكشف لقاء المرشد الإيراني علي خامنئي مع كبير مفاوضي مليشيا الحوثي الانقلابية محمد عبدالسلام عن كثير من المستور في العلاقة الخبيثة القائمة بين الطرفين، والتي يتم تتويجها اليوم بهذا اللقاء الذي ينعقد لأول مرة على هذا المستوى، ولو أتيح لعبدالملك الحوثي أن يزور قبلته في طهران ويلتقي مرشده لما تأخر لولا انشغاله بعمليات تصفية الحسابات مع الأشقاء قبل الأعداء، خاصة حسابه مع عمه وأبناء عمه وصولاً إلى أخيه إبراهيم الذي تم اغتياله مطلع الشهر الجاري.
ما هذه اللقاءات على عجل، والاتصالات العلنية والخفية، وتسارع المواقف والتصريحات والتهديدات إلا المتنفس الأخير لنظام الملالي، وكلما ضاقت الحال بهذا النظام كلما حاول الاستعانة بأدواته لممارسة سياسات التحريض والتصعيد، محاولاً التسويق لنفسه كوسيط نزيه، وحاشاه أن يكون كذلك
فهذا اللقاء الذي تم التحضير له، لا بد أن يندرج في إطار المحاولات الإيرانية اليائسة لتحسين شروط التفاوض مع الأمريكي الذي يمارس لعبة النفس الطويل والضغط القاسي معاً، على نظام بات مترنحاً بفعل الضربات الأمريكية التي تتم ترجمتها على أرض الواقع بعقوبات اقتصادية خانقة، وانهيار اقتصادي ومالي وغلاء فاحش يزيد من وطأته الفساد المستشري في كل مفاصل نظام الملالي المتهالك.
وأمام الحظر الأمريكي على وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بات معلوماً للجميع أن الضغط الأمريكي متواصل حتى وضع مرشد الثورة الإيرانية في المربع الأخير مُحاصَراً بفعل خياراته "الثورية" التي يفرضها على نظام الدولة الإيرانية برمته، وشبكة سطوته وسيطرته على مفاصل ما تبقى من هذا النظام نفسه، عبر حرسه الثوري وتابعيه المخلصين، وأذنابه الأشد إخلاصاً وتفانياً في تنفيذ مخططاته الجهنمية عبر مليشيات حزب الله اللبناني والحوثي.
ولن يكون مستغرباً على الإطلاق تصعيد رأس النظام كلامياً، للتركيز في المرحلة المقبلة على انتصارات زائفة مثل عدم التزام الأوروبيين بالعقوبات الأمريكية على ظريف، أو إطلاق مشروط لناقلة نفط، أو توافق أوروبي على عدم القطيعة الكلية مع النظام، أو اتفاق دولي على تخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج العربي الاستراتيجية عالمياً وإقليمياً.
إنها محاولات ربع الساعة الأخيرة في المربع الأخير، حيث يصبح المطلوب أمريكياً أن ينصاع رأس النظام إلى الإرادة الدولية في وقف القرصنة البرية والبحرية ودعم الإرهاب الدولي بمختلف أشكاله، عبر حزب الله في لبنان وسوريا، ومليشيات الحوثي في اليمن، ومليشيات الحشد الشعبي في العراق، ومليشيات الفاطميين وغيرهم من أتباع الولي الفقيه المؤتمرين بأوامره المتآمرين على مصالح شعوب المنطقة واستقرارها وأمنها وأمانها، وما هذه اللقاءات على عجل، والاتصالات العلنية والخفية، وتسارع المواقف والتصريحات والتهديدات إلا المتنفس الأخير لنظام الملالي، وكلما ضاقت الحال بهذا النظام حاول الاستعانة بأدواته لممارسة سياسات التحريض والتصعيد، محاولاً التسويق لنفسه كوسيط نزيه، وحاشاه أن يكون كذلك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة