خبراء: هجمات أرامكو وحدت العالم ضد إرهاب إيران
الهجوم الإرهابي أعاد اصطفاف العالم مرة أخرى خلف السعودية في مواجهة إيران، والمملكة حولت الخسائر إلى فرص.
اعتبر خبراء ومراقبون غربيون أن الهجمات الإرهابية على منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو السعودية وحدت العالم بوجه إيران.
وأوضح الخبراء أن السعودية استطاعت تحويل خسائرها إلى فرص للتغلب على الأزمة، داعين إلى "حشد دولي لعدم تكرار العدوان الإيراني".
- هجمات أرامكو.. حكمة السعودية تضع العالم أمام مسؤولية ردع إيران
- هجمات أرامكو.. إدانات دولية ورسائل سعودية وعقوبات لإيران
وقال رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية الروسية، فزجيلاد كونستانتين سيفكوف إن "الهجوم الأخير على المصافي السعودية، أعاد اصطفاف العالم من جديد خلف المملكة لمواجهة التهديدات الإيرانية".
وأردف"هذا الاصطفاف يفيد الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، الذين يريدون صد العدوان الإيراني، فضلاً عن تسبب الحدث في ارتفاع أسعار النفط".
وأضاف سيفكوف أنه "رغم تبني مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن للحادث، إلا أن السعودية أكدت أن مصدر الهجمات من الشمال الغربي وليس من الجنوب، ما يعني أن المتورط الأول في الهجمات إيران"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وتابع: "المصادر الأمريكية كشفت تفاصيل الهجوم، موضحة أنه أصاب 19 موقعا في منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو، واتهمت إيران رسمياً باستهداف على مواقع النفط السعودية، ووجه الجيش السعودي أيضاً الاتهامات إلى طهران.
وأعلن العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أن الهجمات أجريت بـ"طائرات مسيرة" مصدرها إيران وليس الأراضي اليمنية، موضحاً أن "السعودية قادرة على صد الهجمات وحماية المواقع النفطية".
كما شكك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رسمياً في الرواية الحوثية التي تبنت الهجوم، مؤكداً وقوف إيران وراء الهجمات.
ووعد الأمريكيون بمزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة بعد تحليل الطائرات المسيرة والصواريخ التي تم العثور عليها ولم تنفجر.
واعتبر الباحث الروسي أن موقع مصدر الهجوم يدحض الرواية الإيرانية التي تنفي ضلوعها في الهجوم لكون مصدره الشمال الغربي، كما يعزز المواجهة بين واشنطن وطهران بعد محاولات التهدئة.
وأشار إلى أن "هناك تهديدا أمريكيا جديدا بشن ضربة مدمرة على مواقع النفط الإيرانية".
ولفت سيفكوف إلى أن هجمات الطائرات المسيرة الإيرانية بمثابة حلقة أخرى في سلسلة الاستفزازات الإيرانية، التي تدفع الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية ضدها.
وقوبلت الهجمات بإدانات دولية وعربية وإسلامية، واتهامات لإيران بزعزعة استقرار المنطقة، وتحذيرات من تداعيات سلوكياتها، فأعلنت الأمم المتحدة إرسال فريق من الخبراء الدوليين إلى السعودية للتحقيق في الهجوم.
عربياً، أدانت الهجوم كل من الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب والجزائر وتونس واليمن وفلسطين ولبنان وموريتانيا والسودان وجيبوتي وجمهورية القمر.
ودوليا، أدانت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا ورومانيا وألمانيا وسنغافورة واليابان والهند وباكستان وأفغانستان وكوريا الجنوبية ونيجيريا والبرتغال وإريتريا والسنغال وجامبيا.
كما شككت باريس على لسان وزير خارجيتها، جون إيف لودريان في الرواية الحوثية للهجوم، وأرسلت باريس لجنة خبراء للتحقيق في الوقائع.
من جانبه، دعا مدير معهد الاستشراق التطبيقي والدراسات الأفريقية سعيد جافوروف، إلى "ضرورة وقف العدوان الإيراني قبل اتخاذه خطوات جديدة".
واعتبر الباحث السياسي أن المملكة استطاعت الاستفادة من آلامها، وتحويل خسائرها إلى فرص ومكاسب، لافتاً إلى ارتفاع بورصة لندن الإثنين الماضي، بزيادة سعر البرميل برنت 20% حتى 71 دولارا، وهي أعلى زيادة يومية يحققها خام برنت منذ العام 1988 وفقاً للمراقبين.
من جهته، أشار الخبير بالصندوق الوطني لأمن الطاقة إيجور لوتشكوف، إنه "من الممكن تماما أن يكون ارتفاع أسعار النفط نتيجة لهجوم الطائرات بدون طيار مفيدا للمملكة العربية السعودية، بعد انخفاض أسعار النفط لعدة أسابيع".
وتعرض معملان تابعان لأرامكو لهجوم إرهابي، فجر السبت الماضي، حيث أعلنت الداخلية السعودية السيطرة على حريقين اندلعا في معملين للنفط بمحافظة بقيق وهجرة خريص.