بالصور.. مواقف مؤثرة وكلمات ملهمة في الملتقى الإماراتي السعودي
كلمات ملهمة ومواقف مؤثرة ونصائح تستشرف المستقبل شهدتها الجلسة النقاشية خلال الملتقى الإماراتي السعودي الأول.
كلمات ملهمة ومواقف مؤثرة ونصائح تستشرف المستقبل، شهدتها الجلسة النقاشية خلال الملتقى الإماراتي السعودي الأول والأكبر من نوعه في الميدان التعليمي الذي عُقد في أرينا فستيفال بدبي ضمن فعاليات المعرض الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات.
وشاركت نخبة من الشخصيات البارزة من السعودية والإمارات في الجلسة، التي أدارتها الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، وكيلة وزارة التربية والتعليم الإماراتية.
استهلت الدكتور آمنة الشامسي، الجلسة النقاشية بسؤال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى المملكة العربية السعودية، عن العلاقة بين البلدين، فما كان من الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان إلا أن طلب من أحد الطلاب القدوم والجلوس بجانبه، ثم سأله: "إذا كنت مع أحد أشقائك أو شقيقاتك في مكان ما، من يدخل أولاً؟. فأجابه الطالب بأن الأكبر سناً يدخل أولاً. فقال الشيخ شخبوط هكذا هي العلاقة بين الإمارات والسعودية، في إشارة إلى أن المملكة هي الشقيقة الكبرى لدولة الإمارات.
كما أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان ضرورة أن يستحضر الطلاب في الإمارات قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لاستكمال رؤيته ونظرته في البناء والتشييد، وفق وصفه، بالإضافة إلى تحقيق أهداف واستراتيجيات مستقبل الأجيال الجديدة وسلامتها، متمنياً للطلبة التوفيق في مسيرتهم الدراسية.
وخلال حديثه بالجلسة النقاشية قال حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم الإماراتي: "بحثنا على مدار الأيام الماضية مع إخواننا في المملكة العربية السعودية، كيفية الاستفادة من تجارب الدولتين في مجال التعليم وتطوير العملية التعليمية".
ولفت الحمادي إلى أن المدرسة الإماراتية نقطة تحول في مسيرة التعليم في دولة الإمارات، وأضاف: "نريد خلق منظومة متكاملة تعليمية، سياسية، اجتماعية تكون صمام الأمان للمنطقة ونموذج يُحتذى به في العلاقات الدولية، فقوة الدول اليوم تُقاس بمواردها البشرية وإبداع شعوبها، ونحن في دولة الإمارات نعيش في عصر ذهبي تكرست فيه كل القيم النبيلة من خدمة الإنسان والتسامح والتعايش مع الآخر".
ودعا الحمادي الطلاب إلى ضرورة تنمية مهاراتهم وتطوير معارفهم، فقال: "نحن في مرحلة حساسة ومهمة في بناء الدولة تتمثل في تأهيل أبنائنا الطلبة لنعدهم للثورة الصناعية الرابعة، وحساسية المرحلة تتمثل في الكم الهائل من المعطيات المحيطة بأبنائنا، ولكني كلي أمل بأنكم حملة مشعل المستقبل في بناء الدولة 2030 و2071".
بدوره قال الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة في الإمارات، "إن الاستثمار في الابتكار نقطة الحسم خلال المرحلة المقبلة، فلن يكون هناك مكان في المستقبل القريب ولا أقول البعيد لغير المبتكرين"، مشيراً إلى أن لدى الإمارات حكومة المستقبل، حكومة مرنة متفاعلة مع المتغيرات وقادرة على استيعاب كل التطورات المتلاحقة على جميع الصعد.
وقدّم بالهول عدداً من النصائح للطلاب الحاضرين في الجلسة، داعياً إياهم بأن يحولوا التكنولوجيا إلى أداة لخدمة مسيرتهم التعليمية والمهنية، وأضاف "كل طالب فيكم ملزم بأن يكتشف الموهبة التي يحملها في قلبه وعقله، وتغذية شغفه لتحقيق حالة من التكامل في كفاءات أبناء الدولة.. خاتماً حديثه بالقول "طلاب الإمارات.. الأمل فيكم كبير". وفي معرض حديثه سأل بالهول الطلبة من يود منهم الابتعاث الدراسي إلى الخارج، فارتفعت الكثير من الأيادي إلى الأعلى. فقال لهم مبتسماً: "احرصوا إذاً على أن تكون معدلاتكم فوق التسعين".
وفي كلمة مؤثرة، تحدث الدكتور سعود بن سعيد المتحمي، أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز، ورجاله للموهبة والإبداع، عن نشأته قائلاً: "توفي والدي وعمري 5 سنوات فقط في قمم جبال السودة في عسير بقرية نائية، الأمر الذي شكّل بالنسبة لي تحدياً كبيراً لطالما خلق لدي الإصرار لتحقيق النجاح. وعندما غادرت السعودية إلى الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية لم أكن أعرف في العالم سوى قريتي، وعندما كنت موجوداً في أحد أعلى الأبراج في الولايات المتحدة بعد وصولي إياها وبينما كان الجميع يفكر بالمشهد المثير للدهشة كنت أفكر في جدتي التي كانت تعتقد أن منزلنا في القرية ذات الزوايا المتعددة هو أكبر منزل في العالم. قصارى القول إنه لا ينبغي أن نقف أمام التحديات عاجزين بل يجب أن نتغلب عليها، ولذلك أريد من أبنائي الطلبة أن يستلهموا قصتي في تذليل جميع العقبات وتحويلها إلى فرص للنمو".
وأشاد المتحمي بالمدرسة الإماراتية قائلاً: "رأيت فيها تركيزاً على المواد العلمية التي تخلق لدى الطلبة القدرة على التعامل مع التحديات كافة". مضيفاً أن المرونة العقلية مرتبطة بالإبداع، وهي عبارة عن تحدي الحقائق، بمعنى مناقشة كل شيء فكل شيء خاضع للجدل والنقاش"، بحسب تعبيره.
وتابع: "قبل 10 سنوات، لو قلنا لأكثر الناس خيالاً، أكبر شركة تاكسي في العالم لا تملك سيارة أجرة واحدة، لسمعنا ما لا يروق لنا! ولكن الابتكار جعل ذلك ممكناً بل وواقعاً، ولذلك أريدكم يا أبنائي أن تضعوا الابتكار نصب أعينكم في كل ما تعملونه".
من جانبه، قال خالد سليمان اليحيا، أستاذ الفيزياء والعلوم والمستشار في الإدارة الاستراتيجية مخاطباً الطلبة الحاضرين: "ننتظر منكم أيها الطلاب أن تصنعوا التاريخ الحقيقي من بوابة العلم، أريدكم أن تكونوا أبطالاً لروايات نعيشها واقعاً ملموساً يخدم الإنسانية من حولكم".
وأشار اليحيا إلى أن هناك استثماراً ذكياً من قبل قيادات الإمارات والسعودية، ولكن التحدي، وفق قوله: "هل نجاري تطلعات القيادة بمواكبة كل التطورات؟، أعتقد أن الإمارات تحوز الريادة في المنطقة، نظراً لنظرتها المستقبلية ومواكبتها لجميع مفاهيم الإدارة المتقدمة".
وتابع اليحيا: "أبنائي الطلبة الاهتمام بالعلم لا ينبغي أن يكون فقط لتبوء الصدارة عالمياً، وإنما للانسجام مع كونكم الذي تعيشون فيه".
واستعرض اليحيا بعض الأمثلة التاريخية التي تظهر قدرة الإنسان على تحقيق الإنجازات العظيمة، مستشهداً بما تذكره كتب التاريخ عن أن الإحداثيات الديكارتية التي تستخدمها شركة جوجل في خرائطها، خطرت لديكارت وهو يتتبع حركة ذبابة قريبة من الحائط، عندما سأل ديكارت نفسه: "هل يمكن أن نحدد حركة هذه الذبابة رياضياً". فالإنجازات البشرية العظيمة تبدأ من الأسئلة الصغيرة".
واختتم اليحيا كلمته المؤثرة "يُقال إن العلم يتضاعف كل 8 سنوات، لذا، فإن مشوار المعرفة لا نهاية له".
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز