المدرسة الواقعية.. فنانون يتجردون من خيالهم وأحاسيسهم
المدرسة الواقعية تعتمد على المنطق الموضوعي أكثر من الذات، وتصور الحياة اليومية كما هي دون زيادات أو نقصان.
"الغرابة والخيال" صفتان اجتمعتا في معظم مدارس الفن التشكيلي، وخصوصا المدرسة الرومانسية، ففي هذه المدرسة ينقل العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في إيصال مشاعره للآخرين، وردا على ذلك، ظهرت مدرسة جديدة في الفن سميت "بالمدرسة الواقعية".
اعتمدت المدرسة الواقعية على المنطق الموضوعي أكثر من الذات، وتصور الحياة اليومية كما هي دون زيادات أو نقصان، كما أن فناني هذه المدرسة تجردوا من أحاسيسهم وأفكارهم الخيالية ليتمكنوا من نقل الموضوع كما هو تماما.
واعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع وتسليط الأضواء على جوانب مهمة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.
واختلفت الواقعية عن الرومانسية من حيث ذاتية الرسام؛ إذ ترى الواقعية أن ذاتية الفنان يجب ألا تطغى على الموضوع، ولكن الرومانسية ترى خلاف ذلك، إذ تعد العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في نقل مشاعره للآخرين، ومن أهم رواد هذه المدرسة :
جوستاف كوربيه
فنان فرنسي ريفي بدأ حياته بتصوير حياة الطبقات الغنية، ثم سار على نهج الرومانسيين، ولكن سرعان ما ترك الحركة، بعد أن شعر أنها هروب من الواقع ولجوء إلى الخيال والذاتية، ومن أشهر أقواله: "لا أستطيع أن أرسم ملاكا؛ لأنه لم يسبق لي أن شاهدته".
وصور كوربيه العديد من اللوحات التي تعكس الواقع الاجتماعي في عصره، وأعتقد أن الواقعية هي الطريق الوحيد لخلاص أمته.
ومن أشهر أعماله،
الدفن في أونان
الرجل اليائس
جان فرانسوا ميليه
فنان أبرز أفراد الطبقة العاملة في لوحاته، لأنه كان يقيم في ريف فرنسا، ومن أقواله: "إن مواضيع الفلاحين تناسب طبيعتي بشكل أفضل، فالجانب الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن".
وكان جان فرانسوا ميليه رساما واقعيا بارزا، وعرف بدوره في تأسيس مدرسة "باربيزون" وهي مدرسة اجتمع فيها فنانون وقفوا معا للسيطرة على هيمنة المدرسة الرومانسية.
ومن أشهر أعماله:
الرجل والمجرفة
المنظفون