سنة أولى مدرسة.. كيف تساعدين طفلك على تخطي قلق البدايات؟
الالتحاق بالمدرسة للمرة الأولى واحدة من المهام الصعبة التي يختبرها الطفل، وتستدعي طريقة خاصة للتعامل مع قلقه ومخاوفه من العالم الجديد.
ويقول علماء النفس إن من الطبيعي أن يشعر الصغير بالخوف عند الذهاب للمدرسة لأول مرة، لكن ليس طبيعيا أن يتحول شعوره إلى خوف مرضي.
لذا من المهام الضرورية التي تقع على عاتق الوالدين في هذه المرحلة، هي مساعدة الطفل على تقبل الانفصال عنهما لبعض الوقت، وأن يحسنا التعامل مع مخاوفه لتجنب تطور الأمر إلى مشكلة قد يصعب حلها أحيانا.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قالت إن الأطفال ابتداء من 6 أشهر قد يعانون مما يعرف بـ"قلق الفِراق"، أي يصابون بالقلق عندما يغيبون عن نظر أحد الوالدين؛ حيث ما زالوا يتعلمون أن حالات الفِراق مجرد حالات مؤقتة.
قلق الفراق لا يقتصر على صغار السن بعمر الحضانة، لكنه بفعل جائحة كورونا وإجبار كثير من الأطفال على البقاء إلى جوار والديهما طوال اليوم قد يخلق لدى من هم بعمر المدرسة المشاعر السلبية ذاتها.
أيضا بسبب الأحداث التي شهدها العالم خلال العام المنصرم، قد يواجه الأطفال الأكبر سناً وقتاً أكثر صعوبة أثناء إيصالهم إلى المدرسة، اعتقادا أنهم قد لا يكونوا آمنين بسبب جائحة كورونا.
المنظمة الأممية قدمت بعض النصائح للأمهات لمساعدة أطفالهن في التعامل مع مثل هذه المشاعر المختلطة والشعور بمزيد من السلامة والأمان.
كيفية مساعدة الطفل على التأقلم مع المدرسة
إن وقت إيصال الأطفال إلى الحضانة أو المدرسة هو الوقت المعتاد لديهم للبدء في إظهار علامات قلق الفِراق على وجوههم، ومن ضمنها:
- يَذرِف الطفل الدُّموع عند إيصاله إلى فصله الدراسي
- يصبح أكثر تشبثاً عندما يُترَك
- رفض النوم بدون مرافقة أحد الوالدين
- البدء في البكاء ليلاً بعد أن يتمكن من النوم بالفعل
وفقا لموقع اليونيسف، فإن مساعدة طفلك على العودة إلى الانتظام في المدرسة ربما تعد عملية تحتاج إلى الوقت والتخطيط، لكن قد تفيد هذه النصائح في جعل الفراق أقل صعوبة على نفسية طفلك:
1- يجب الإنصات إلى طفلك
يتعين أخذ دواعي القلق التي تساوره على محمل الجد والتحدث معه بشأنها.
2- تدريب الطفل على حالات الفِراق
من الممكن تركه مع صديق أو قريب موثوق به لفترات قصيرة أو في أثناء القيام بمهمة سريعة ومراقبة كيف ستسير الأمور.
3- مساعدة الأطفال على الاستعداد
ينبغي تعلم القواعد الجديدة للعودة إلى المدرسة ومراجعتها مع طفلك الصغير، ويجب سؤاله عما يجول في خاطره بشأن العودة إلى المدرسة والتأكد من إحاطة معلمه إذا ما كان لديه أي مخاوف كبيرة.
4- حفاظ الأم على الهدوء
يُرجى تذكّر أن الأطفال يلحظون الإشارات السلوكية للبالغين بقوة، ولمساعدة طفلك على البقاء هادئاً مع الشعور بالأمان، من المهم أن يكون ولي الأمر نموذجاً للسلوك الهادئ.
5- يجب وضع خطة للمغادرة
لتجنب صعوبة لحظات الوداع على الأطفال الأكبر سنا، ومن هم في سن المدرسة، يتعين تجربة ما يلي:
- يجب أن تكون لحظات الوداع لحظات إيجابية.
- يجب الإعلان عن حلول وقت المغادرة.
- يجب جعل تفسيرك للمغادرة واضحاً وموجزاً.
- يجب تذكير الطفل بأنكما ستعودان إليه ثانيةً.
- يجب عدم التردد عند المغادرة.
- ينبغي ألا تعودي إلى طفلك إلا في الوقت المقرر.
- يجب اتباع نفس الروتين في كل مرة يتم فيها ترك طفلك أو عند إيصاله إلى المكان المراد إيصاله إليه.
تهيئة الطفل للالتحاق بالمدرسة في ظل جائحة كورونا
ربما يشعر بعض الأطفال بالتوتر أو التردد في دخول المدرسة، لا سيما إذا كانت السنة الأولى لهم في عالم التعليم أو يتلقون تعليمهم في المنازل منذ أشهر.
ولتهيئة الطفل للالتحاق بالمدرسة أو تبديد مخاوفه من جائحة كورونا، تنصح اليونيسف الأمهات بالتالي:
- التحلي بالأمانة والتحدث عن التغييرات التي قد يواجهونها في المدرسة إذا لم تكن السنة الأولى له بالصفوف الدراسية، كارتداء الكمامة.
- بث روح الطمأنينة لدى الصغار واطلاعهم على الإجراءات الاحترازية المعمول بها، للمساعدة في حمايتهم وسلامة الآخرين.
- تهدئة الطفل والحديث معه أن بإمكانه التعود على الأمر رويداً رويداً، وأنه لا توجد ضرورة ملحة لمواكبة الروتين المدرسي اليومي في الحال.
- قد يجد الصغار صعوبة في الحفاظ على مسافة تباعد جسدي عن الأصدقاء والمعلمين، لذا يمكنك تشجيع طفلك على التفكير بطرق أخرى لتعزيز أواصره مع الأصدقاء والمحافظة على التواصل معهم.
- الحديث مع الطفل عن استغراقه بعض الوقت للشعور بالراحة في اللعب مع الأصدقاء مرة أخرى، والتأكيد على أنه لا بأس بذلك مطلقاً.
- إذا لم تكن هذه السنة الأولى للطفل في المدرسة، يمكن تذكيره بالجوانب الإيجابية للالتحاق بالصفوف الدراسية، مثل رؤية أصدقائه ومعلميه وتعلّم أشياء جديدة.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg
جزيرة ام اند امز