مسبار ناسا.. ماذا يأمل العلماء من التحليق التاريخي قرب الشمس؟
مع اقتراب ليلة عيد الميلاد، يستعد مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا لاقتراب تاريخي من الشمس.
وستكون هذه أقرب مسافة وصلت إليها أي مركبة فضائية صنعتها البشرية إلى نجمنا. سيقترب المسبار لمسافة 3.8 مليون ميل (6.1 مليون كيلومتر) من سطح الشمس، متوغلا في غيوم البلازما وقد يتاح له جمع بيانات مهمة حول الانفجارات الشمسية وطقس الفضاء.
وتعيش الشمس حاليا واحدة من أكثر الفترات اضطرابا في دورة نشاطها التي تستمر 11 عاما، ويأمل العلماء أن يشهد المسبار انفجارا شمسيا أثناء مروره بهذه المسافة القريبة، و في حال مرور المسبار عبر انفجار شمسي، فإنه قد يوفر للعلماء رؤى نادرة حول كيفية تسريع الجسيمات المشحونة من الشمس إلى سرعات قريبة من سرعة الضوء، وكيفية حدوث ديناميكيات طقس الفضاء، وستساعد هذه الاكتشافات في فهم شمسنا بشكل أعمق وكذلك تعزيز معرفتنا بالنجوم في سائر أنحاء الكون.
تم إطلاق مسبار باركر الشمسي في عام 2018 في مهمة تاريخية وجريئة لفك بعض أسرار الشمس العميقة، وقد شهد انتقال الشمس من المرحلة الهادئة المعروفة باسم الحد الأدنى الشمسي إلى حالتها العاصفة الحالية، التي شهدت انفجارات شمسية متتالية هذا الصيف تسببت في أقوى الشفق القطبي منذ 500 عام.
ووفقا لنكيولين فيال، أحد الباحثين المشاركين في أداة " WISPR "على متن المسبار، فإن المهمة أظهرت تغييرات كبيرة في الرياح الشمسية والعواصف الشمسية.
وقالت فيال في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للاتحاد الجيوفيزيائي: "الشمس تفعل أشياء مختلفة عما كانت تفعله عندما أطلقنا المسبار لأول مرة".
وعلى الرغم من التحديات، فإن مسبار باركر الشمسي مصمم لتحمل الانفجارات الشمسية القوية، فقد نجا المسبار من أقوى انفجار شمسي له في سبتمبر 2022، عندما وقع الانفجار على الجانب البعيد من الشمس وكان خارج نطاق رؤية مركز التحكم في المهمة.
وقال نور راوافي، العالم المسؤول عن المشروع: "مسبار باركر الشمسي مصمم لذلك، وقد تعامل معه بشكل رائع".
بينما سيكون المسبار خارج نطاق الاتصال مع مركز التحكم في مهمته أثناء اقترابه الشديد من الشمس، فإن مركبات فضائية أخرى مثل "المرصد الشمسي الأوروبي" ستراقب أي نشاط انفجارات شمسية، و سيتم إرسال البيانات من مسبار باركر الشمسي إلى الأرض بعد إعادة الاتصال مع مركز التحكم في 27 ديسمبر، على أن يتم تسليم مزيد من البيانات العلمية والصور في بداية العام الجديد.
ومع استمرار الشمس في إطلاق الانفجارات الشمسية، قد تدرس الأدوات العلمية الأربعة على متن مسبار باركر الانفجارات الشمسية القوية التي تحدث في وقت واحد، مما يوفر للعلماء رؤى غير مسبوقة حول كيفية عمل نجمنا.
وقال راوافي: "نحن نستعد لصناعة التاريخ"، وأضاف: "مسبار باركر الشمسي يفتح أعيننا على واقع جديد عن نجمنا".
aXA6IDMuMTQxLjE5LjExNSA= جزيرة ام اند امز