سكريبال وتسميم الأجواء.. أكبر عملية طرد جماعية متبادلة لدبلوماسيين
الولايات المتحدة الأمريكية و14 دولة أوروبية قامت بتنفيذ أكبر عملية طرد دبلوماسيين روسيين بسبب محاولة اغتيال الجاسوس المزدوج سكريبال.
اتهامات وتحذيرات متبادلة تلهب الاجواء وصلت إلى حد طرد دبلوماسيين بسبب محاولة قتل العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال داخل بريطانيا، الأمر الذي دفع لندن بتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو.
محاولة تسميم سكريبال بغاز الأعصاب سممت بدورها الأجواء بين أوروبا وأمريكا من جانب وروسيا من الجانب الآخر، بعد محاولة اغتيال الجاسوس المزدوج داخل بريطانيا.
أكبر إجراء لطرد دبلوماسيين
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية و14 دولة أوروبية طرد دبلوماسيين روسيين، كما كشف مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية، عن أن الرئيس دونالد ترامب أمر بطرد 60 روسياً من أمريكا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، بسبب قضية غاز الأعصاب وسكريبال.
- أزمة الجاسوس.. بريطانيا تتهم بوتين باتخاذ قرار غاز الأعصاب
- ماذا لو أفاق الجاسوس الروسي ونطق برواية جديدة؟
كما أعلنت فرنسا أنها ستطرد 4 دبلوماسيين روسيين، وأكدت وزارة الخارجية الألمانية طرد أربعة دبلوماسيين روسيين، وأعلن وزير خارجية بولندا طرد دبلوماسيين روسيين أيضاً على خلفية القضية نفسها.
وطردت أوكرانيا 13 دبلوماسياً، بينما طردت إستونيا الملحق العسكري الروسي، وطردت هولندا اثنين من الدبلوماسيين.
وكذلك أعلنت لاتفيا وليتوانيا وجمهورية التشيك طرد دبلوماسيين. كما أعلنت كندا طرد 4 دبلوماسيين اتهمتهم بتهديد أمنها القومي، وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن "اتخاذ المزيد من الإجراءات في الأيام والأسابيع المقبلة أمر غير مستبعد".
وأعلن وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أن العالم يقف متحداً وراء موقف بلاده فيما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، فيما اتهم إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل على بث الفرقة.
موسكو ترد
في أول رد فعل من موسكو على تلك الخطوة، احتج السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرجي كيسلياك، بشدة على وزارة الخارجية الأمريكية، حسبما نقلت مواقع روسية.
كما نقلت وسائل إعلامية في نبأ عاجل أن موسكو ستطرد ما لا يقل عن 60 من أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية، رداً على قرار واشنطن طرد دبلوماسيين روسيين.
وأكد الكرملين، مطلع الأسبوع الجاري، أن موسكو منزعجة من موقف الدول الأوروبية إزاء القضية، وقال ديمتري بيسكوف: "نحن منزعجون للغاية لوجود نظراء لنا لا يمكن التنبؤ بمواقفهم بل وعدوانيون.. لكن هذا هو الواقع الذي علينا أن نتعامل معه".
وأضاف أن روسيا لن تتوانى عن نقل النقاط التي ترغب في نقلها بشأن هذه القضية إلى الدول الأوروبية.
ونفى ديمتري بيسكوف، المعلومات التي تتحدث عن إرسال العميل الروسي سيرجي سكريبال، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب فيها العودة إلى روسيا.
بداية الأزمة
في 4 مارس/آذار الجاري، أعلنت الشرطة البريطانية، العثور على شخصين فاقدي الوعي، بمدينة سالزبوري، مشيرة إلى أنهما يخضعان للعلاج "بعد الاشتباه في تعرضهما لمادة غير معروفة"، مضيفة أنهما في حالة حرجة.
الشخصان هما الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، ما جعل الشرطة البريطانية تفتح تحقيقاً موسعاً في الحادث الذي وصف بعملية اغتيال.
وعلى إثر ذلك حددت الشرطة البريطانية أكثر من 200 شاهد وفحص 240 عنصراً من الأدلة في إطار التحقيقات التي أشارت إلى استخدام غاز الأعصاب في الهجوم على الجاسوس الروسي السابق وابنته.
وأعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي، أن العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال تعرض مع ابنته يوليا لمحاولة القتل العمد بواسطة غاز الأعصاب.
ومع بداية الأزمة انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لندن، وطالب بتوضيح موقفها من قضية تسميم الجاسوس قبل فتح أي نقاش مع موسكو، وقال بوتين: "رتّبوا الأمور لديكم ثم نتناقش في ذلك معكم".
كما رفضت موسكو الاتهامات البريطانية وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "هذه مهزلة في البرلمان البريطاني"، مضيفة أن تصريح ماي هو جزء من "معلومات وحملة سياسية تقوم على الاستفزاز".
تحذيرات قبل الطرد
في التاسع من مارس/آذار قالت رئيسة الوزراء البريطانيا تيريزا ماي إن بريطانيا سترد بالشكل المناسب إذا ما أظهرت الأدلة أن موسكو هي المسؤولة عن هجوم بغاز الأعصاب على سكريبال وابنته.
وأضافت ماي "بالطبع إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ إجراء فستفعل الحكومة ذلك. سنفعل ذلك بالشكل الصحيح في الوقت المناسب وعلى أساس أفضل أدلة".
وتصاعدت حده التوتر بين البلدين ووصل لذروته قام على إثرها مجلس العموم البريطاني بعقد جلسة لمناقشة تفاصيل الحادث، حيث اتهمت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، خلال كلمتها بالمجلس، موسكو بالوقوف وراء تسميم الجاسوس.
وأضافت "إما أن يكون هذا عملاً مباشراً من قبل الدولة الروسية ضد بلدنا، أو أن الحكومة الروسية فقدت السيطرة على غاز الأعصاب الذي يمكن أن يحدث أضراراً كارثية وسمحت بأن يصل إلى أيدي آخرين".
وتابعت ماي "محاولة القتل هذه باستخدام غاز أعصاب عسكري في مدينة بريطانية ليس مجرد جريمة ضد سكريبال، إنه عمل عشوائي طائش ضد المملكة المتحدة، حيث عرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز