أزمة الحكومتين بليبيا.. ألمانيا تتدخل ومجلس الأمن يناقش التطورات
بعد أيام من حراك أمريكي هادف لحلحلة أزمة "تعنت" رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة، دخلت ألمانيا على خط "الوساطة".
فالمفاوضات "العاجلة" التي تقودها أمريكا لعقد لقاء بين رئيسي الحكومتين السابقة عبدالحميد الدبيبة والحالية فتحي باشاغا، تردد صداها بين العاصمتين التونسية والمصرية، واللتين استضافتا مؤخرًا مفاوضات لحلحلة أزمة تسليم السلطة.
إلا أن حجر عثرة يقف في طريق تلك المفاوضات؛ يتمثل في رفض الدبيبة تسليم السلطة للحكومة الجديدة، رغم استعداد الأخيرة للتفاوض، ما دفع بجهود غربية للدخول على خط الوساطة للضغط نحو حلحلة الأزمة.
وساطة غربية
إحدى تلك الدول، كانت ألمانيا، التي التقى سفيرها لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، الأربعاء، باشاغا؛ لمناقشة آخر التطورات السياسية في ليبيا.
وقال الدبلوماسي الألماني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"، إنه شدد على أهمية نجاح الوساطة الحالية من قبل البعثة الأممية في ليبيا، مطالبًا بضرورة نبذ أي عنف أو استخدام للقوة. وشدد على استمرار دعم بلاده للحوار من أجل حل سلمي.
وفي سياق متصل، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة إحاطة وتشاور، بشأن العقوبات المفروضة على ليبيا، تليها أخرى مغلقة للاستماع للمبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، حول التطورات الأخيرة في البلد الأفريقي، التي أعقبت تشكيل حكومة جديدة برئاسة باشاغا، ورفض رئيس حكومة الوحدة الدبيبة تسليم السلطة قبل إجراء الانتخابات.
احتواء الملف
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إن التدخل الألماني لحل أزمه الحكومتين يصب في إطار حرص أوروبا على احتواء الملف الليبي؛ خوفا من استحواذ روسيا على الملف.
وأوضح المحلل الليبي، أن المجتمع الدولي يسعى إلى حلحلة الملف الليبي وكسر الجمود، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن سيسعى لمناقشة مبادرة المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز الأخيره لكسر الجمود وحل ملف القاعدة الدستورية.
ورغم أنه قال إن ألمانيا تسعى مع بريطانيا لعقد مسار حوار جديد يضم رؤساء الحكومتين لتقريب وجهات النظر، أشار إلى أنه ليس هناك أي فرص للنجاح خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي تقود فيها ألمانيا الملف الليبي، بالإضافة إلى أن الدبيبة سيكون له شروط؛ منها أن يُسمح له بالترشح للرئاسة، وعدم المطالبة القانونية له بتهم الفساد التي اتسمت بها حكومته.
وأشار إلى أن الأمور في ليبيا مرتبطة بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية، التي قد تنتج متغيرات جديدة في النظام الدولي قد تعيد رسم خارطة التحلفات الدولية والإقليمية.
انقسامات حادة
من جانبه، قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن التدخلات الألمانية هي مكملة لكل ما تقرره الولايات المتحدة من خلال سفيرها ومستشارة الأمين العام الأمريكية الأصل ستيفاني وليامز، مشيرًا إلى أنها لن تأتي بأي جديد.
وأوضح المحلل الليبي، أن مجلس الأمن الدولي ليس مؤهلا في هذا التوقيت وتزامنا مع الأزمة الأوكرانية لاتخاذ أي قرارات حاسمة في الأزمة الليبية، خصوصًا مع الانقسامات "الحادة والخطيرة" داخل المجلس بين روسيا من جهة والدول الغربية من جهة أخرى.
تحرك محلي
وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية ستلقي بظلالها على الملف الليبي الذي يتجه إلى المراوحة في مكانه، ما يؤهل ستيفاني وليامز لإدارة الأزمة دون أي حل في الأفق.
وشدد المحلل الليبي على أن ما يعول عليه في إحداث تغييرات على الأزمة الليبية هو تحرك القوى الوطنية الليبية لإنقاذ البلاد من الهيمنة الأجنبية، وبدء تحرير العاصمة طرابلس من هيمنة المليشيات التي أصبحت أداة النفوذ الأجنبي لاستمرار حالة الفوضى، مؤكدًا أن التوقيت الحالي هو الأفضل "لتخليص طرابلس من هيمنة حكومة الدبيبة والمليشيات الموالية لها".
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز