محمد بن زايد وطفل أفغاني في "سيلفي".. "عين" على الإنسانية
رسائل إنسانية ملهمة تختزلها صورة "سيلفي" جمعت قائدا استثنائيا وطفلا أفغانيا، وتوثق أبعاد رؤية عمادها التضامن.
معانٍ ودلالات لم تحتج لأكثر من حركة تلقائية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال زيارة أجراها، الجمعة، إلى مدينة الإمارات الإنسانية لتفقد العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة، وتستضيفهم الإمارات.
صورة ورسائل
خلال الزيارة، أراد طفل أفغاني مقيم في المدينة أن يلتقط صورة سيلفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد أن أدرك ببراءة الطفولة مشاعر الأبوة التي يحملها هذا القائد الاستثنائي وحرصه على إدخال البهجة والسرور على قلبه وقلوب ذويه ومواطنيه ممن ضاقت بهم السبل واضطروا لترك بلدهم.
وفي لقطة ذات دلالة، وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يديه على كتف الطفل وطبع قبلة على رأسه خلال التقاط الصورة معه.
موقف عظيم وصورة إنسانية تحولا بفضل قائد ملهم إلى رسائل تبعث الأمل والطمأنينة والسكينة في قلوب ضيوف الإمارات، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث، وتترجم كرم الضيافة والاستقبال المتأصل في وطن عنوانه الإنسانية.
كما تؤكد من خلاله الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام بمقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم، وأن الدعم الإنساني الإماراتي مستمر ولن يتوقف وستواصل الإمارات وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني في كافة الظروف.
موقف لم يكن مستغربا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يجسد بمواقفه ومبادراته الاستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
موقف يسير من خلاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على خطى "حكيم العرب" المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرسخا منهج إطلاق المبادرات الإنسانية لنشر الخير في العالم.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجمعة، زيارة لمدينة الإمارات الإنسانية لتفقد العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى.
وجاءت الزيارة بعد أسبوع من توجيهه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية و الدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة و يحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
وباليوم نفسه، حطت طائرة مساعدات إماراتية عاجلة بمطار العاصمة الأفغانية، في إطار تضامن البلد العربي مع الشعوب التي تواجه اضطرابات وتقلبات، في خطوة لاقت ترحيبا من حركة طالبان التي سيطرت على البلاد ومن الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي رسالة للعالم أجمع، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة أن "دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني".
وشدد على أنها" لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات".
وحاليا، تستضيف الإمارات نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت، كما سبق وأن ساهمت منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان.
رسائل إنسانية
موقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الطفل الأفغاني في المدينة الإنسانية بأبوظبي، أعاد تذكير العالم بالدور نفسه الذي قامت به الإمارات في بداية جائحة كورونا وكانت مدينة الإمارات الإنسانية أيضا شاهدة عليه.
ففي 4 مارس/آذار من العام الماضي، استقبلت مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة بعد إجلائهم من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك بناء على طلب حكوماتهم وإعلاء لقيم الإمارات الإنسانية القائمة على مد يد العون والمساعدة والتضامن مع الشعوب والمجتمعات في الأزمات والكوارث.
كما حرص "رجل الإنسانية" الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تفقد العائلات الأفغانية بالمدينة الإنسانية، وعلى الترحيب بضيوف الإمارات العائدين من الصين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة.
ووجه رسائل لهم حملت في طياتها معاني نبيلة وأصيلة كانت بمثابة الدعم النفسي والمعنوي وأدخلت البهجة والسرور على قلوب الأشقاء والأصدقاء الذين ضاقت بهم السبل وقامت الإمارات بإجلائهم من مقاطعة يوهان الصينية .
وتضمنت رسالة الترحيب الشخصية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بضيوف الإمارات كلمات خالدة سجلها التاريخ بمداد من نور في سجل الإنسانية كونها فتحت أبواب الأمل والطمأنينة في قلوب سكنها الخوف والقلق جراء ظروفهم الطارئة لتأتي تتويجا لمسيرة الإمارات الإنسانية.
وجسدت كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة أمل وتفاؤل جديدة ودعما نفسيا كبيرا لضيوف الإمارات، وساهمت في التخفيف من وطأة ظروفهم الطارئة لتؤكد الرسالة السامية نهج الإمارات الإنساني وتضامنها مع الشعوب في أصعب الظروف.
موقف ينضم إلى مواقف كثيرة يخلدها تاريخ الإنسانية رسمت السعادة وأدخلت الفرح على قلوب الجميع وخصوصا الأطفال.
ففي مايو/ أيار 2019، لفت انتباه مديرة إحدى مدارس دبي الطفل عُمر الذي يُطيل شعره حتى كتفيه، رغبة في التبرع به لمرضى السرطان، وعلى الفور استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استقبال الأبطال وأثنى عليه تعزيزا لروح العطاء لديه.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، استقبل ولي عهد أبوظبي وفداً من ذوي الهمم، وكالعادة لم يمر اللقاء دون لمسة حنان أثلجت صدور الشعب الإماراتي، فرصدت الكاميرات لحظات تقبيل الشيخ محمد بن زايد لأيدي ذوي الهمم واحتضنهم لتهنئتهم بالتميز والوصول إلى القمة.
مشهد عفوي آخر حدث مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019، خلال مراسم استقبال ولي عهد أبوظبي لأخيه الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، حيث مدت طفلة تُدعى عائشة المزروعي يدها لمصافحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لكنه لم ينتبه إليها.
وما إن بلغ أمر الطفلة ولي عهد أبوظبي، حتى زارها في منزل أسرتها، وقبل يدها وجبينها.
وفي لفتة إنسانية نادرة، ودع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في يناير/كانون الأول 2018، عاملا هنديا يدعى بانينكونهي محيي الدين، بعد أن قضى أكثر من 40 عاما في العمل بديوان ولي عهد أبوظبي.
قائد استثنائي
مواقف ومبادرات ولفتات إنسانية تجسد صورة قائد استثنائي اتفق على حبه الجميع، فتوجه الفاتيكان في يوليو/ تموز الماضي بوسام "رجل الإنسانية"، وقبل ذلك تم اختياره كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".
كما منحه المصريون لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي، بعد مبادرته السريعة بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (ما يعادل نحو 3 ملايين دولار) لصالح معهد الأورام الذي تعرض لخسائر جراء الحادث الإرهابي الذي وقع في أغسطس/آب 2019 بمنطقة وسط القاهرة.