أوراق السلطة في السنغال تختلط ببطاقات اقتراع فرنسا.. ماذا يحدث؟
"تبرع" مزعوم يشعل أزمة بين الرئيس السنغالي ورئيس وزراء سابق في جدل تتصدر خلفيته اليمينية الفرنسية المتطرفة مارين لوبان.
أزمة بدأت بأسئلة وجهها رئيس الوزراء الأسبق الشيخ حاجيبو سوماري للرئيس ماكي سال بشأن تمويل مزعوم للسياسية الفرنسية التي زارت السنغال مؤخرا، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن محاميه.
ويعد سوماري أحد أبرز معارضي سال، وهو من وجوه النظام السنغالي السابق، وقد تقلد مهام وزير للمالية، ثم رئيسا للوزراء في عهد الرئيس السابق عبدالله واد بين عامي 2007 و2009، كما سبق أن تولى أيضا رئاسة لجنة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا.
وفي تطور سريع، أوقفت الشرطة السنغالية سوماري أمس الخميس، وقال محاميه في بيان إنه أخطر بوضع موكله "رهن الاحتجاز لدى الشرطة بعد استجوابه من طرفها بناء على طلب من المدعي العام".
تحد
وفي تحد مباشر للرئيس سال، طلب سوماري في رسالة نشرها إعلام محلي، الرد "على صحة أو عدم صحة التبرع بمبلغ ما يعادل 12 مليون يورو لشخصية سياسية فرنسية، يتميز حزبها بكراهية الآخر ورفضه"، في إشارة لمارين لوبان لكن دون ذكر اسمها.
ومضى سوماري في رسالته حد توجيه سؤال لسال عما إن كان يسير ضمن "منطق تأجيل" الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024.
داكار تنفي
جدل فجرته أسئلة المسؤول السابق دفع بالحكومة للرد ونفي المزاعم، حيث قال الناطق الرسمي باسمها عبدو كريم فوفانا: "في رسالة مفتوحة نشرتها الصحافة، وجه رئيس الوزراء السابق الشيخ حاجيبو سوماري أربعة أسئلة إلى رئيس الجمهورية، ملمحا بشكل خاص إلى تبرع مالي محتمل للسيدة مارين لوبان".
وأضاف فوفانا، في بيان صدر الإثنين الماضي، أن "الحكومة ترفض وتدين بشدة مثل هذه التلميحات الفضفاضة، التي لا أساس لها من الصحة، والتي تعكس بوضوح رغبة خبيثة لتشويه سمعة شخص رئيس الجمهورية وتقويض المؤسسة التي يجسدها والمس بالعلاقات بين السنغال وقوة أجنبية".
وشدد على أن "الحكومة تذكر بشدة أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ أي إجراء تراه مناسبا بشأن هذه التلميحات المضللة والخبيثة وغير الجديرة بشخص تولى مناصب عليا في الدولة".
شبح لوبان
تقارير إعلامية ذكرت أن لوبان، رئيسة الكتلة النيابية لحزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الفرنسي، زارت في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، العاصمة السنغالية داكار.
ووفق المصادر نفسها، استمرت الزيارة 3 أيام، التقت خلالها الرئيس ماكي سال، في اجتماع لم تنشر الرئاسة السنغالية صورا له أو تكشف مضامينه، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وبحسب مستشار لوبان والنائب الأوروبي أوليفييه فيليب، فإن لوبان أرادت عبر زيارتها أن تعطي "فكرة تعاون جديد مع أفريقيا، محترمة، ودون دروس أخلاقية".
ولم تكن تلك أول مرة تلتقي فيها لوبان قادة إحدى الدول الأفريقية، فقبلها وتحديدا في 2017 اجتمعت مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، في لقاء قالت آنذاك إنه "كسر حواجز الجهل والوصم الإعلامي".
بينما الزيارة الأخيرة تأتي حسب الصحيفة الفرنسية لتعزيز صورة مارين لوبان دولياً وبالنسبة إلى الدول الأفريقية تحديداً، لتروج لنفسها داخلياً تحضيراً لخوض الاستحقاقات الرئاسية للمرة الرابعة.