غياب رئيس السنغال يفتح شهية الطامحين لخلافته.. 20 مرشحا واستبعاد معارضين
في استحقاق دستوري يشارك فيه لأول مرة هذا العدد الكبير، وبغياب مشاركة الرئيس المنتهية ولايته، أصدرت السنغال، قائمة نهائية بأسماء 20 مرشّحا للانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل.
تلك القائمة النهائية التي من المقرر أن تخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 25 فبراير/شباط لا تضمّ أبرز معارضَين للنظام هما عثمان سونكو المودع في السجن وكريم واد نجل الرئيس السابق عبدالله واد.
وتشتمل اللائحة التي أصدرها المجلس الدستوري السنغالي، واطلعت عليها «فرانس برس» على مرشّح المعسكر الرئاسي رئيس الوزراء أمادو با، ورئيسي الحكومة السابقين والمعارضين إدريسا سيك ومحمد بن عبدالله ديون، ورئيس بلدية دكار السابق خليفة سال، فضلا عن باسيرو ديوماي دياخار فاي المقدّم على أنه المرشّح البديل من سونكو.
غير أن فاي (43 عاما)، العضو سابقا في حزب سونكو الذي تمّ حلّه، هو أيضا في السجن، لكنه لم يحاكم بعد. وأودع السجن في أبريل/نيسان 2023 بتهمة «إهانة قاضٍ» و«التشهير» إثر منشور على «فيسبوك».
استبعاد معارضين
وكما كان متوقّعا، لم يرد في اللائحة اسم عثمان سونكو (49 عاما)، الشخصية المحورية في نزاع مستمر منذ أكثر من سنتين مع الدولة، والذي يعدّ بحسب الاستطلاعات الأوفر حظّا للفوز بالانتخابات الرئاسية. وكان سونكو قد حلّ في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية العام 2019.
واستبعد المجلس ترشيحه بعد طعن أخير قدمه، بسبب إدانته بتهمة التشهير والحكم عليه نهائيا بالسجن لستة أشهر مع وقف التنفيذ في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري، في قضية خاض فيها المعارض مواجهة مع وزير من المعسكر الرئاسي.
وفي إجراء آخر، دين سونكو في الأول من يونيو/حزيران، بتهمة استغلال قاصر وحكم عليه بالسجن عامين. ورفض المثول أمام المحكمة وحكم عليه غيابيا.
والمعارض المسجون منذ نهاية يوليو/تموز بتهم أخرى، بينها الدعوة إلى العصيان، يندد بهذه القضايا، معتبرا أنها مؤامرات تهدف إلى إبعاده من الانتخابات الرئاسية.
وكان أنصار سونكو استعادوا الأمل في ترشّحه بعدما أمر أحد القضاة بإعادة تسجيله على القوائم الانتخابية في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وسونكو معارض يحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، وتثير الملاحقات القانونية بحقه توترا في الحياة السياسية السنغالية منذ العام 2021، كما أدت إلى جولات عدة من الاضطرابات الدامية.
ويتبنى المعارض المسجون خطابا مؤيدا للوحدة الأفريقية، وينتقد بشدة القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.
مشهد ضبابي
تتضمن قائمة المرشحين المنشورة امرأتين، طبيبة النساء روز ورديني ورائدة الأعمال أنتا باباكار نغوم.
ونقلت «فرانس برس» عن الخبير الدستوري بابكر غاي قوله، إنها المرة الأولى التي تنظم فيها السنغال انتخابات رئاسية يشارك فيها هذا العدد الكبير من المرشحين. وتنافس خمسة مرشحين في الانتخابات الأخيرة عام 2019.
أما المعارض كريم واد الوزير السابق وابن الرئيس السابق عبدالله واد (2000-2012)، فلم يرد اسمه في اللائحة بسبب عدم أهليته للترشّح نظرا لحيازته جنسية مزدوجة فرنسية وسنغالية. وينصّ الدستور السنغالي على وجوب أن يحمل أيّ مرشّح للرئاسة «الجنسية السنغالية حصرا».
وكان كريم واد المولود في فرنسا من أب سنغالي وأمّ من أصول فرنسية، تخلّى عن جنسيته الفرنسية، غير أن الخطوة لم تتوافق مع مهل تقديم الترشيحات.
وندد بالخطوة الأحد عبر منصة «إكس» واصفا القرار بـ«الفضيحة والاعتداء الصارخ على الديمقراطية»، ويوم الإثنين طعن الوزير السابق تييرنو الحسن سال المرشّح بدوره للانتخابات الرئاسية بترشّح واد، باعتباره مخالفا لأحكام الدستور.
وما زال المشهد ضبابيا قبل نحو شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي يتم على دورتين. وهي المرّة الأولى التي تنظم فيها السنغال انتخابات رئاسية من دون مشاركة الرئيس المنتهية ولايته.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن ماكي سال الذي انتخب في 2012 لولاية مدّتها سبع سنوات وأعيد انتخابه في 2019 أنه لن يترشّح مجددا. وقد دعم ترشيح رئيس الوزراء أمادو با لخلافته.