10 صور تشي بـ"لغة العيون" في "قاسمية" الشارقة
معرض "لغة العيون 2" يلتقط تلك اللغة في فوتوغرافيا تباينت بين تصوير البورتريه وحياة الشارع وتصوير الاستوديو وحتى التصوير السريالي.
لطالما كانت لغة العيون محور اهتمام الفنانين والمبدعين على مر الأزمنة، فوصفوها شعرا، ورصدوها أدبا ورسموها فنا، وفي معرض تصوير "لغة العيون 2" المقام في مسرح الجامعة القاسمية بالشارقة بتنظيم من جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، تمكن بعض المصورين الموهوبين من التقاط وتخزين تلك اللغة في أعمال فوتوغرافية تباينت مدارسها بين تصوير البورتريه وحياة الشارع وتصوير الاستوديو وحتى التصوير السريالي من خلال برامج التلاعب الرقمي.
يحتوي المعرض على 30 عملا مصورا تمكن من خلالها المصورين المشاركين أن يرصدوا قصص ومشاعر أناس عن طريق نظراتهم. في هذا الصدد تحدث سليمان الحمادي رئيس جمعية الإمارات للتصوير الضوئي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "تأتي النسخة الثانية من هذا المعرض بعد النجاح الذي حققه العام الماضي، حيث لقي الحدث استحسانا كبيرا من قبل المشاركين والجمهور، وهو ما دفعنا إلى إقامة المعرض للمرة الثانية، وقد شهدنا هذه السنة إقبالا كبيرا على المشاركة حيث استقبلنا أكثر من 200 عمل، تم اختيار 30 عملا منها للعرض اشتملت على أفضل اللقطات التي تنوعت في تقنياتها وأساليب التصوير فيها، لنجد تصوير الاستوديوهات الداخلية والتصوير الخارجي وتصوير حياة الناس والبورتريه، حيث ترجم كل مصور لغة العين على طريقته وطبقا للقصة التي يريد أن يرويها".
يأتي عمل المصورة لطيفة البلوشي ليركز على لغة العيون بفحو مستوحى من فلكلور الإمارات، حيث رصدت المصورة فتيات صغيرات يرتدين البرقع في إحدى الفعاليات التراثية في الدولة، لتحكي اللقطة عن دور البرقع الذي جعل الناس فيما مضى يركزون على لغة العيون كونها كانت أبرز الملامح الظاهرة في وجه المرأة، وقد تمكنت المصورة من تحقيق لقطة ناجحة فنيا باختيار زاوية جيدة تبدوا فيها تضادات الظل والنور المنعكس من منفذ الإضاءة، وهو ما تحدث عنه البلوشي: "أردت أن أرصد لغة العين في إطار الهوية وتأثير البيئة، في الوقت ذاته التركيز على براءة الطفولة البادية في نظراتهم؛ ما دفعني إلى اختيار تلك الصورة للمشاركة في ثيمة المعرض المميزة".
بصياغة قريبة من عمل البلوشي يأتي عمل المصور محمود مصبح الذي ركز على لغة العين من خلال إخفاء باقي ملامح الوجه، لكن بطل لقطته لرصد العيون رجل هذه المرة، حيث صور مصبح رجلا ملثما لا يبدو منه سوى حدة نظرته، وعن طبيعة العمل تحدث مصبح: "حينما قمت بالتقاط الصورة المشاركة في معرض لغة العيون لم يكن هدفي الأساسي المشاركة في المعرض. فهذا العمل لم يكن مخططا له على الإطلاق، بل كانت مجرد صورة عابرة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث وجدت رجلا يرتدي اللباس الجزائري التقليدي، فطلبت منه أن يتلثم بطريقتهم التقليدية، لآخذ له مجموعة من الصور المتنوعة التي تركز على حدة نظرته التي كان يرمق بها، لتكون لغة عينه بطل العمل".
وعلى ما يبدو أن الهوية كانت هاجس كثير من المصورين المشاركين في المعرض؛ حيث أتت بعض الأعمال للتعبير عن مضامين الذات والوجود مثل عمل المصورة سماح الخفاش الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية من خلال تصويرها لابنها الصغير وهو يرتدي الشال الفلسطيني يؤشر بعلامة النصر.
وتقول الخفاش: "الطفل الذي يظهر في الصور ولدي، وقد أردت أن يشاركني مشاعر الوطنية والانتماء من خلال تجسيده شخصية المقاومة والرمز لها، فعلى الرغم من أنه كبر بعيدا عن وطنه؛ فإنه لم ينساه، هكذا ستظل فلسطين حية، حينما نبقى نرويها بكل الطرق فنا وعلما ومقاومة إلى أن يتحقق رجوع الحق لأصحابه".
بإيقاع مغاير يحضر عمل المصور محمود الحسن المتخصص في تصوير التلاعب الرقمي والذي ركز على نظرات العيون من خلال التعرض لموضوع المساواة، وهو ما أخذ يشرحه بقوله: "العمل المشارك في المعرض عبارة عن صورة مصممة بطريقة المدج الرقمي، وكما يبدو في العمل تظهر صبيتان جميلتان لهما الملامح ذاتها تقريبا لكن بألوان بشرة مختلفة، ويهدف العمل إلى إرسال رسالة للمشاهد بأن مهما تعددت الثقافات واختلفت الإثنيات والأعراق والجنسيات سيبقى الإنسان بروحه ومشاعره ذات الشيء".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg
جزيرة ام اند امز