الشيخ عبدالله آل ثاني.. شعبية أمير الخير تفزع "الحمدين"
"تنظيم الحمدين" يرتعد من الالتفاف الشعبي والقبول الدولي الذي يحظى به الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني
نجح الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، أحد كبار أمراء الأسرة الحاكمة بقطر، في حل أزمة القطريين خلال موسم الحج، وزيارتهم للمملكة العربية السعودية في ظل المقاطعة التي فرضتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فقد أثمرت وساطته للخير ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الخميس الماضي، عن فتح الحدود السعودية أمام الحجاج القطريين، وتخصيص خادم الحرمين الشريفين أسطولاً من الطائرات لنقلهم، إلى جانب تأكيد التسهيلات العائلية والاجتماعية بين الأسر والأقارب، فضلاً عن آلية تبديل العملة القطرية بالسعودية.
حماسة كبيرة أبداها الشعب القطري تجاه "أمير الخير"، فيما كانت الصدمة هي المسيطر على رد فعل "تنظيم الحمدين" الحاكم في الدوحة، ليقدم وزير خارجيته الشيخ محمد بن عبد الرحمن على التقليل من جهود سليل "العصر الذهبي لقطر"، الذي حظي بقبول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لوساطته، ليعلن إكراماً له استضافة حجاج قطر على نفقته الخاصة؛ وبعدها أطلقت وسائل الإعلام على الشيخ عبدالله آل ثاني لقبي "وسيط الخير" و"أمير الخير".
فزع النظام القطري، ترجمه "بن عبد الرحمن"، في محاولة اختزال إنجازات الشيخ عبد الله آل ثاني بأن اللقاء كان لـ"أغراض شخصية" ملغومة، وهو ما نفاه أمير الخير القطري، مشيراً إلى أن رعاية شؤون القطريين هي التي دفعته لمقابلة الملك سلمان الذي أكرم وفادته تقديراً لأواصر الأخوة والنسب.
لكن ثمة أسباب عديدة تجعل "تميم" والذين من خلفه يحبسون الأنفاس من خطوات الشيخ عبد الله آل ثاني، فهو أحد كبار أمراء الأسرة الحاكمة في قطر، ويحظى بقبول كبير لدى أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تنظر له باعتباره سليل العائلة التي أدارت دفة الأمور في الدوحة بمسؤولية وقدرة على بسط أيادي السلام والمحبة نحو الجوار والمحيط العربي، لما يربو على النصف قرن من الزمان من عام 1913 وحتى 1972.
والقبول الذي يحظى به الشيخ عبد الله آل ثاني خارجياً، إلى جانب التقدير الذي يوجد داخلياً متمثلا في التفاف الشعب القطري حوله، عقب ما قدمه لأهل قطر، أثار حفيظة "تنظيم الحمدين" الذي عزل الدوحة عن محيطها الخليجي والعربي، وبدد أموال الشعب القطري في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية.
تخشى الجماعات الإرهابية الحاكمة في الدوحة أن يقوم القطريون بعقد أي مقارنة بين عهدهم وعهد عائلة الشيخ عبدالله آل ثاني، مقروناً بما يقوم به الرجل هذه الأيام، والشعبية الجارفة التي يتمتع بها، حيث ستنتهي هذه المقارنة في صالح "أمير الخير".
كما أن نظرة بسيطة على تاريخ عائلة عبدالله آل ثاني، منذ عهد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ثالث حكام قطر، الذي تدفق في عهده النفط من حقول دخان البرية والحقول البحرية، بعد استقلال البلاد عن الدولة العثمانية وطرد الأتراك من الدوحة عام 1915، كفيلة بأن تعصف بحقبة "تنظيم الحمدين" التي لا يزال القطريون يعانون من صبيانيتها، وتحرشها بأشقائهم في جميع الاتجاهات.
يرى قطاع عريض من أبناء الشعب القطري أن أمير الخير الشيخ عبدالله آل ثاني، بمثابة طاقة أمل تفتحت أمامهم كي تتحسن أوضاعهم التي انحدرت في عهد تنظيم الحمدين، وإلى جوار شخصيته التي أحبوها ووقرها جيرانهم في الخليج، فهو شقيق خامس حاكم لقطر، الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الذي أنشأ محطة لتجميع النفط، وفي عهده كان لقطر صوتها العربي الأصيل عبر إذاعة قطر عام 1968، وتلفزيون قطر عام 1970، كذلك فهو الذي تولى مع إخوانه مهمة إنهاء الوصاية البريطانية وأعلن الاستقلال في سبتمبر عام 1971 لينشئ أول مجلس للوزراء وأول مجلس للشورى.
متكئا على كل هذا الإرث، يأمل المراقبون أن يكون للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني دور أساسي في انتزاع قطر من الحضن الإيراني التركي والإخواني، خلال المرحلة المقبلة، وأن يعيد بلاده إلى عصرها الذهبي الذي ضيعه تنظيم الحمدين.