أحمد نعينع.. طبيب السادات وقارئه المفضل (بروفايل)
جمع القارئ أحمد نعينع بين تفوقه الدراسي ونبوغه في تلاوة القرآن الكريم، واستطاع أن يوازن بين الاثنين، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.
ونال الشيخ أحمد نعينع درجة الماجستير في طب الأطفال، وتمكن من ختم القرآن الكريم حفظًا وإجادة أحكام تلاوته، كما حباه الله بصوت جميل جعله في مقدمة قراء عصره.
وفي إحدى المناسبات، أعجب الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بصوت الشيخ نعينع، وقرر إلحاقة طبيبًا بسكرتارية الرئاسة، وكان يلازمه في جميع تحركاته، وكان يفتتح معظم المناسبات الدينية.
أحمد نعينع.. القارئ والطبيب
ولد القارئ أحمد أحمد نعينع في مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ شمالي مصر بتاريخ 15 مارس/ آذار 1954، وأوجز مسيرته الحياتية والقرآنية في 3 محطات.
المحطة الأولى فى قريته مطوبس، حيث تعرف جمهور المستمعين على موهبته القرآنية، والمحطة الثانية في الإسكندرية حيث تبلورت شخصيته القرآنية مطلع السبعينيات، والثالثة في القاهرة بعد اعتماده بالإذاعة.
وأتم القارئ الطبيب حفظ القرآن والقراءات السبع على يد شيخين كفيفين، وكان يعتقد أن قارئ القرآن الكريم عادة ما يكون ضريرا، لكنه فوجئ عندما رأى القارئ مصطفى إسماعيل ذات مرة عام 1960 ووجده مبصرًا.
وفي مدرسة مطوبس الابتدائية، كان الطفل نعينع يقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم على زملائه، واستمر هكذا حتى ذاع صيته في قريته والقرى المجاورة قبل إتمام دراسته بالمرحلة الثانوية وانتقاله إلى الإسكندرية.
وتخرج القارئ الشاب في كلية الطب جامعة الإسكندرية، ونال درجة الماجستير في طب الأطفال، ومن أشهر عاداته القراءة في ضريح الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في ذكراه السنوية بدعوة من أسرته.
وفي منتصف الثمانينيات، سجل القارئ "نعينع" المصحف المرتل للإذاعة، ثم سجله لإذاعة أبوظبي، وعُين قارئًا للسورة بمسجد الإمام الحسين في القاهرة، وفاز بالمركز الأول في المسابقة الدولية للقرآن بإندونيسيا.
طبيب السادات
وفي عام 1979، استمع الرئيس السادات إلى قراءته في أثناء الاحتفال بعيد البحرية بالإسكندرية، وبعد شهر واحد اعتمدته الإذاعة المصرية قارئًا للسورة، وحمل الأثير صوته لأول مرة في 10 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وقرأ "نعينع" أول فجر له عبر الإذاعة في 15 يناير/كانون الثاني 1980، وعين قارئًا للسورة لأول مرة في مسجد المرسي أبي العباس بالإسكندرية، والتحق بعدها بالسكرتارية الخاصة للرئيس السادات الذي عينه طبيبا شخصيًا.
وروى "نعينع" موقفًا له مع الرئيس السادات، حين قال لصحيفة "المصري اليوم": "في احتفالية يوم الطبيب بنقابة الأطباء عام 1979، أخبرني النقيب الدكتور حمدي السيد بأن الاحتفال سيتم في حضرة الرئيس السادات".
وأضاف أن تلك الاحتفالية جاءت قبل توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد، وقرأ حينها آيات من سورة النمل وكانت البداية من "إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون".
وفي نهاية الاحتفالية، استوقفه الرئيس وسأله: "مين اللي اختار الآيات دي؟"، فأجاب: "أنا الذي اخترتها"، فرد الرئيس: "كأنها المرة الأولى التي أسمع فيها هذه الآيات"، وأضاف: "يا دكتور أنا حابب أسمع صوتك كثيرًا".
وبعد اغتيال الرئيس السادات في ذكرى انتصارات حرب أكتوبر في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1981 ترك الدكتور نعينع العمل بسكرتارية الرئيس، والتحق بشركة "المقاولون العرب" طبيبًا بالمركز الطبي التابع للشركة.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز