المصورة الإماراتية شيخة السويدي.. ذاكرة فوتوغرافية لملامح الأجداد
جينات إبداع شيخة السويدي انتقلت لـ6 من حفيداتها ليواصلن مسيرتها المتألقة.
رسمت بعدستها المغلفة بألوان برقعها الذهبي -الذي لم يغب عن وجهها منذ إطلالتها الأولى- بعدا آخر لملامح عصر الأجداد، وأرشفت في ذاكرتها المليئة بالتفاصيل أياما لن ينساها التاريخ في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة.
شيخة جاسم محمد السويدي، التي يلقبها محبوها بـ"أمي شيخة"، هي أول إماراتية تحمل لقب مصورة منذ نشأة دولة الإمارات، وُلعت بالصورة وجماليتها منذ نعومة أظافرها، أسهمت موهبتها في الرسم في صقل حسها الفني، لترسم بعدستها الذهبية لوحات ضوئية رصدت ملامح الحياة الأولى في دولة الإمارات.
ولدت السويدي في منطقة فريج المرج عام 1936، أكلمت دراستها التعليمية حتى الصف الخامس، لتتأزم أوضاعها الأسرية بعد وفاة والدها، لتنتقل هي ووالدتها للعيش في كنف منزل محمد شريف الملقب باسم "أرباب"، وكيل الشيخ سعيد بمنطقة بر دبي.
الرحلة إلى بر دبي كانت مليئة في طياتها بالتفاصيل، التي جعلت عدسة "السويدي" تتسع زواياها لترى جوانب أخرى في الحياة، فتعلق قلبها بتلك الكاميرا التي كانت بين يدي "جيتاه"، الشاب الهندي الذي كان يعمل في مكتب مسؤول عن خروج ودخول السفن من الميناء في تلك الفترة، وكانت تعمل بالمكتب "مراسلة" لتوصيل البرقيات.
شغفها بالصورة جعلها تراقب "جيتاه" حينما كان يصور السفن في ميناء دبي، تعلمت منه التصوير، وهي في الـ17 من عمرها، وسرعان ما أتقنت فنونه وخباياه، لتؤسس في إحدى غرف منزلها معملا متكاملا للتحميض.
"10 دراهم" فقط كانت كفيلة بأن تقتني "السويدي" كاميرتها الأولى من نوع "أجفا-أم الخرطوم"، التي اشترتها من محلات "عبدالكريم كابتن"، أول وكيل لبيع الكاميرات في الإمارات في تلك الفترة.
أرشيف عائشة السويدي المصور حمل الكثير من الصور النادرة، منها صور الحريق الذي نشب في دبي أوائل الستينيات، واحترقت فيه معظم بيوت "العريش"، إضافة إلى صور أخرى لغرق إحدى السفن التجارية في خور دبي، وصورة كذلك لأول بنك أنشئ في دبي وهو "البنك البريطاني".
الجينات الوراثية لموهبة السويدي انتقلت بالفطرة إلى 6 من حفيداتها، اللواتي ورثن عنها موهبتي الرسم والتصوير، لتفز إحدى حفيداتها خلود "بجائزة العويس الثقافية" في لندن عن لوحة "البرقع".
فطنت "أمنية" إحدى نجلات "شيخة السويدي"، للكنوز التاريخية التي يحويها صندوق ذاكرة والداتها المصور، لتشارك به في عدة معارض محلية من بينها معرض "أيام في ذكرى عيد جلوس الشيخ محمد 2010" في دار ابن الهيثم في البستكية بدبي، وإقامة أول معرض صور فوتوغرافية عن "دبي القديمة"، والمشاركة أيضا في معرض بعنوان "من عبق الماضي"، حيث ضم الأخير 30 صورة تعكس ملامح دبي القديمة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز