خبير أمريكي يحذر من استغلال قطر قراصنة دربتهم بلاده
الإجابة عن تساؤلات ريبوي تتضح من خلال الدعوى القضائية التي رفعها جامع التبرعات والناشط الجمهوري البارز إيليوت برويدي
حذر خبير وباحث أمريكي من استغلال قطر قراصنة غاية البراعة، دربتهم بلاده، في هجمات إلكترونية واسعة بالولايات المتحدة.
ويقول ديفيد ريبوي خبير الأمن القومي والباحث بمجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن إن قدرات الحرب السيبرانية الأمريكية لا يعلى عليها.
ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، أنفقت الولايات المتحدة بسخاء على البنية الاستخباراتية، ودربت الأجهزة العسكرية والاستخباراتية آلافا من القراصنة البارعين للغاية.
لكن يطرح الباحث الأمريكي، خلال مقال بمجلة "نيوزيك" الأمريكية، سؤالًا حول ما قد يحدث حال تقاعد هؤلاء القراصنة من عملهم وشن حرب إلكترونية بعملهم في القطاع الخاص، بالنيابة عن عملاء رفيعي المستوى، أو ما قد يحدث إذا استعانت دول معادية ترعى الإرهاب والتطرف بهؤلاء العملاء السابقين ثم تستخدمهم لاستهداف المواطنين الأمريكيين.
الإجابة عن تساؤلات ريبوي تتضح من خلال الدعوى القضائية الأمريكية، التي رفعها جامع التبرعات والناشط الجمهوري البارز إيليوت برويدي، التي اتهم من خلالها مجموعة استشارية أمريكية بتقاضي أموال من قطر، بغرض استهداف وقرصنة معلومات خاصة وتسريبها للإعلام لتشويه صورته بسبب انتقاداته للإمارة ودورها في دعم الإرهاب.
واستشهد ريبوي، خلال مقاله بوثائق قدمت الأسبوع الماضي أمام محكمة في نيويورك، تقول إن شركة غامضة تتكون من خبراء سابقين بالاستخبارات والحرب السيبرانية الأمريكية تلقوا أموالًا بقيمة 100 مليون دولار على الأقل، من أجل شن حملات قرصنة ومراقبة وتشهير متقنة لسنوات تستهدف أمريكيين خصوم لقطر وجماعة الإخوان.
ويقصد ريبوي بالدعوى القضائية تلك التي رفعها برويدي ضد المجموعة الاستشارية "جلوبال ريسك أدفيزورز/ Global Risk Advisors"، ويتهمها بالعمل مع مسؤولين حكوميين وأفراد بجماعات الضغط المعينين في قطر لاختراق وسائل اتصالاته الخاصة والخاصة بالعمل، وتسريب قصص مغلوطة، وتدمير سمعته بوسائل الإعلام.
ويقول ريبوي إن "جلوبال ريسك أدفيزورز/ Global Risk Advisors" هي مجموعة من شركات فرعية وأخرى وهمية يديرها العميل السابق بالاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) والخبير بالحرب السيبرانية كيفن تشالكر.
ويشير الخبير الأمريكي إلى ما ورد بالدعوى القضائية بشأن اتجاه قطر للمجموعة الاستشارية من أجل دعمها في عمليات القرصنة والمراقبة بهدف تكميم أفواه من تعتبرهم الإمارة تهديدات محتملة لها، وأن انتقادات برويدي اللاذعة لقطر وتأثيره على الرئيس جعله من بين قائمة أهداف قطر.
كما يتحدث ريبوي عن مقطع فيديو لـ"جلوبال ريسك أدفيزورز/ Global Risk Advisors" منذ عام 2015 حول تقنياتها المتطورة التي تستخدمها لاختراق الشبكات المستهدفة، بما في ذلك شبكات القطاع الخاص، باستخدام الأساليب المعتادة في الهجوم للوصول إلى الخوادم، فضلًا عن الهجمات غير المعتادة والمصممة لأهداف خاصة، حيث استخدم تشالكر والمجموعة تلك التقنيات لاختراق حسابات برويدي.
وطبقًا للدعوى القضائية، كان الغرض من عمليات القرصنة هو الوصول إلى الوثائق السرية الخاصة ببرويدي حتى يتمكنوا من التلاعب بها ونشرها للإضراره به كمتحدث باسم معارضي دعم قطر للإرهاب.
ويؤكد ريبوي أن هذا أمر حساس بالنسبة لقطر، إذ أن الأسرة الحاكمة في تلك الإمارة اعتمدت على مدار ستة عقود على جماعة الإخوان من أجل الشرعية الأيديولوجية، واستغلت ثرواتها من النفط والغاز للترويج لأفكار الجماعة عبر شبكتها "الجزيرة"، وإيواء إرهابيين بارزين على صلة بالإخوان في الدوحة.
ويشير الخبير الأمريكي، خلال المقال، إلى أن "المشروعات الخاصة" غير المشروعة للمجموعة الاستشارية أدارها المسؤول القطري كبير الموظفين بمكتب محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، شقيق أمير قطر، الذي أشرف على حملة تأمين فوز الإمارة بتنظيم كأس العالم 2022.
وطبقًا لدعوى برويدي، فإن حسن الذوادي – الذي يتابع التحضيرات القطرية لاستضافة كأس العالم – وافق شخصيًا على الاتفاقية مع "جلوبال ريسك أدفيزورز/ Global Risk Advisors".
ومع المضي قدمًا في دعوى برويدي، يحذر ديفيد ريبوي من أن الأمريكيين سيكونون عرضة للدور الخفي الذي يضطلع به قطاع الإعلام، متسائلًا حول حجم المادة المنشور بالصحف والمعروضة بوسائل الإعلام التي تتمخض عن عمليات قرصنة وتجسس ووثائق تم التلاعب بمحتواها.