هل علينا أن ننتظر كتاب بلاتر لنقرأه ونعرف الحقيقة فقط أم علينا إذا كنا نبحث عن كرة قدم نزيهة التحرك لإصلاح ما تم بناؤه على باطل؟
ما زلنا وسنظل نردد مقولة "الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة"، لأننا كرياضيين نؤمن بمقدرة الرياضة على ذلك.
هل علينا أن ننتظر كتاب بلاتر لنقرأه ونعرف الحقيقة فقط.. أم علينا إذا كنا نبحث عن كرة قدم نزيهة التحرك لإصلاح ما تم بناؤه على باطل؟
بمعنى أننا كرياضيين لا يجب أن نقف موقف المتفرج ونحن نشاهد السياسة تقتحم المجال الرياضي وتشوه جمال منافساتها خصوصاً كرة القدم، بل علينا كرياضيين أن نتكاتف أولاً لإبعاد من يحاول إفساد الرياضة من خارجها (السياسيون)، ومن ثم محاسبتهم ومعاقبتهم.
ومن منطلق مفهوم "ابدأ بإصلاح وتنظيف نفسك"، كان لا بد من إبعاد الفاسدين الرياضيين عن وسطنا النظيف الذي تعلمنا منه أن الرياضة تهذيب للنفس وتنافس شريف، فغادر بلاتر وبلاتيني أكبر شخصيتين في الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم موقعيهما بسبب تورطهما بشبهات الفساد.
لن يقف قطار تنظيف الرياضة من الفاسدين من أجل الحفاظ على رياضتنا ولعبتنا نزيهة وشريفة، بل يجب أن نسير كرياضيين في خطين متوازيين: الأول كشف وملاحقة ومعاقبة الفاسدين الرياضيين.
أما الخط الثاني فيتعلق بكشف كل من هو غير رياضي حاول تشويه الرياضة وإفسادها، حتى لو كان من أبرز زعماء السياسة في العالم.
وحسب تغريدة للرئيس السابق للاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، فإن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي كان عبر مواطنه بلاتيني وراء فوز قطر بملف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 وهذا تدخل سياسي سافر في الرياضة.
بل إن هذا التدخل السياسي أفسد، وفقاً لبلاتر، نزاهة الاقتراع حول تنظيم مونديال 2022.
هذا خلاف ما كشفته صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية عن عمليات قطرية سوداء، من أجل الفوز بتنظيم مونديال 2022.
نحن هنا أمام أمرين مهمين للغاية، لا يجب أن يمرا مرور الكرام.
أولهما أنه لا بد من كشف ومن ثم معاقبة الساسة الذين يتدخلون في الرياضة ويفسدونها أمثال ساركوزي.
الأمر الثاني وهو الأهم فيتمثل في ضرورة إعادة النظر في نتائج تنظيم مونديال 2022؛ لأن النتائج وفقاً لبلاتر كانت غير نزيهة نتيجة تدخل سياسي، وبالتالي ما بني على باطل فهو باطل.
هل علينا أن ننتظر كتاب بلاتر لنقرأه ونعرف الحقيقة فقط أم علينا، إذا كنا نبحث عن كرة قدم نزيهة، التحرك لإصلاح ما تم بناؤه على باطل؟
*نقلا عن صحيفة الرياضية السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة