لوأد الاضطرابات.. جيش سيراليون يمشط البلاد خشية تجدد الهجمات
في محاولة لمنع عودة الهجمات المسلحة التي كادت تزج بالبلاد في أتون صراع قد يلحقها بقطار الانقلابات، أعلن جيش سيراليون تعقب المسلحين الذين شنوا هجوما على قاعدة عسكرية في العاصمة فريتاون.
جاء ذلك في الوقت الذي شددت فيه السلطات التدابير الأمنية في، البلد الواقع في غرب أفريقيا.
- سيراليون تستعيد الهدوء وتعتقل «معظم القادة».. انقلاب فاشل؟
- هجوم على ثكنات للجيش وحظر للتجوال.. ماذا يحدث في سيراليون؟
وكان مسلحون شنوا هجوما على ثكنة عسكرية في شمال العاصمة فريتاون في الساعات الأولى من صباح الأحد، قبل أن يقتحموا سجنين ويطلقوا سراح عدد غير محدد من السجناء، مما دفع السلطات المحلية إلى فرض حظر للتجول في مختلف أنحاء البلاد حتى إشعار آخر.
حصيلة المواجهات
وأسفرت المواجهات التي شهدتها عاصمة سيراليون، الأحد، عن 13 قتيلا في صفوف الجيش، وفق ما المتحدث باسم الجيش الكولونيل عيسى بانغورا، لافتا إلى أن "عسكريين آخرين يقفون وراء تدبيرها".
وقال بانغورا، في تصريحات صحفية: "باشرنا عملية مطاردة للعثور على جميع الضالعين في الهجوم، وبينهم جنود في الخدمة أو متقاعدون".
وأوضح لاحقا في اتصال مع "فرانس برس" أن "13 جنديا قتلوا في المعارك وأصيب 8 آخرون بجروح بالغة".
وتأتي الاضطرابات وسط تزايد التوتر في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد إعادة انتخاب الرئيس يوليوس مادا بيو لفترة ولاية ثانية في يونيو/حزيران الماضي.
ورفضت المعارضة النتائج، وشكك فيها مراقبون دوليون، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي أثارت مخاوف بشأن "حدوث مخالفات في نتائج الانتخابات".
وقال بيو، في خطاب متلفز، إن قوات الأمن اعتقلت العديد من الجناة الأحد وتم استعادة الهدوء في المدينة.
من جانبه، قال وزير الإعلام في سيراليون، تشيرنور باه، الإثنين، إن "بعض قادة المجموعة فروا إلى التلال على مشارف فريتاون حيث تعمل السلطات على اعتقالهم".
وأضاف تشيرنور: "لقد تم محاصرتهم ونحن واثقون جدا من أنه سيتم اعتقالهم غدا أو نحو ذلك".
وتابع تشيرنور: "نراجع كل ما حدث لفهم سبب حدوث هذا الاعتداء. وقد أصدر الرئيس تعليمات باتخاذ تدابير أمنية إضافية".
اعتقالات.. وهدوء
وكان رئيس سيراليون أعلن، الأحد، اعتقال المسؤولين عن محاولة زعزعة الاستقرار.
وبحسب وزير الإعلام، فإن سلطات بلاده تعمل على جمع البيانات عن عدد الموقوفين وعدد القتلى أو الجرحى، مضيفًا: ستتم مطاردة منفذي هجوم اليوم وسيواجهون القضاء.
وطلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إعادة جدولة رحلاتها بعد رفع حظر التجول، مؤكدة أن المجال الجوي لا يزال مفتوحًا.
واكتفت السلطات بالإشارة إلى الهجوم على مستودع أسلحة، بدون أن تتحدث عن منفذيه.
ولا تزال طبيعة ما حدث غير واضحة، رغم أن الهجوم يحيي طيف محاولات انقلاب شهدتها الدولة الأفريقية منذ العام 2020.
وشهدت منطقة غرب أفريقيا منذ أغسطس/آب 2020 سلسلة من الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلاب لا سيما في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا المجاورة لسيراليون. وشهدت سيراليون أزمة سياسية حادة في أعقاب انتخابات رئاسية وعامة في يونيو/حزيران 2023.
فيما تحدثت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بيان عن محاولة الاستيلاء على الأسلحة وعن «الإخلال بالسلام والنظام الدستوري»، وعادة ما يتم استخدام هذه العبارة للدلالة على الانقلاب.
من جهتها، أعربت البعثة الأوروبية في سيراليون عن «قلقها» إزاء الهجوم، داعية إلى «احترام النظام الدستوري».
وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب للمرة الأولى في 2018، رئيسا للبلاد في يونيو/حزيران من الدورة الأولى بحصوله على 56,17% من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية.
لكن المراقبين الأجانب نددوا بالعملية الانتخابية، مشيرين إلى نقص في الشفافية وكذلك بأعمال عنف وترهيب.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز