سيراليون تستعيد الهدوء وتعتقل «معظم القادة».. انقلاب فاشل؟
اعتقال معظم المسؤولين عن محاولة زعزعة الاستقرار، إعلان أصدره رئيس سيراليون، الأحد، أكد خلاله عودة الهدوء إلى البلد الواقع في غرب أفريقيا.
وكان مهاجمون مجهولون حاولوا السيطرة على مستودع أسلحة للجيش وأخرجوا العديد من المعتقلين من أحد السجون، مما دفع السلطات المحلية إلى فرض حظر للتجول في مختلف أنحاء البلاد حتى إشعار آخر.
استعادة الهدوء
وفي تطور للأحداث التي اندلعت الليلة الماضية، قال رئيس سيراليون، جوليوس مادا بيو، في مداخلة مقتضبة عبر التلفزيون الرسمي: «تم اعتقال معظم القادة» من دون مزيد من التفاصيل. وأكد «عودة الهدوء، بعد محاولة هدفت الى تقويض السلام والاستقرار اللذين نقوم بعمل شاق لتحقيقهما».
وأكدت حكومة سيراليون الأحد السيطرة التامة على الوضع، فيما قال وزير الإعلام شيرنور باه لوكالة «فرانس برس»، إن «الوضع الأمني في فريتاون تحت السيطرة التامة للحكومة والمهاجمون يتراجعون».
ويسود المدينة هدوء نسبي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس، فيما استمرت نقاط تفتيش أقامها عدد كبير من عناصر الأمن.
وبحسب وزير الإعلام، فإن سلطات بلاده تعمل على جمع البيانات عن عدد الموقوفين وعدد القتلى أو الجرحى، مضيفًا: ستتم مطاردة منفذي هجوم اليوم وسيواجهون القضاء.
وطلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إعادة جدولة رحلاتها بعد رفع حظر التجول، مؤكدة أن المجال الجوي لا يزال مفتوحًا.
واكتفت السلطات بالإشارة إلى الهجوم على مستودع أسلحة، بدون أن تتحدث عن منفذيه. ولا تزال طبيعة ما حصل غير واضحة، رغم أن الهجوم يحيي طيف محاولات انقلاب شهدتها الدولة الأفريقية منذ العام 2020.
وشهدت منطقة غرب أفريقيا منذ أغسطس/آب 2020 سلسلة من الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلاب لا سيما في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا المجاورة لسيراليون. وشهدت سيراليون أزمة سياسية حادة في أعقاب انتخابات رئاسية وعامة في يونيو/حزيران 2023.
انقلاب فاشل؟
وتحدثت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) في بيان عن محاولة الاستيلاء على الأسلحة وعن «الإخلال بالسلام والنظام الدستوري»، وعادة ما يتم استخدام هذه العبارة للدلالة على الانقلاب.
من جهتها، أعربت البعثة الأوروبية في سيراليون عن «قلقها» إزاء الهجوم، داعية إلى «احترام النظام الدستوري».
وأفاد شهود لمراسل وكالة فرانس برس عن سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي ويلبرفوس حيث يقع المخزن. وأشار آخرون إلى تبادل للنيران قرب ثكنة موراي تاون حيث مقر سلاح البحرية وأمام منشأة عسكرية أخرى في العاصمة.
وقالت الشاهدة سوزان كارغبو لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف: «استيقظت حوالي الساعة 4,30 صباحا (بالتوقيت المحلي وغرينتش) على صوت دوي أسلحة رشاشة وانفجارات من صوب ثكنات ويلبرفورس».
وأضافت: «كنت في حالة من الصدمة والذعر (..) كان الأمر كما في زمن الحرب. لم أستطع الذهاب إلى الكنيسة بسبب حظر التجول».
وأشار رجل كان ضمن مجموعة قام مراسل وكالة فرانس برس بتصويرها في الشارع، إلى أنه والآخرين كانوا بالفعل معتقلين وهربوا. وأقرّت الحكومة بأن المهاجمين تفوقوا على الحراس وفضلوا تنفيذ «انسحاب تكتيكي».
ونفت شائعة انتشرت في المدينة مفادها أن الهجوم يهدف إلى محاولة السيطرة على التلفزيون الرسمي، وهو من تقاليد الانقلابات. ونشر التلفزيون الرسمي بيان الحكومة، مؤكدًا أن الوضع تحت السيطرة.
دعم وتنديد
وقالت السفارة الأمريكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «ندين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء القسري ليلاً على ثكنات ومستودع الأسلحة في ويلبرفورس».
وأضافت: «تواصل الولايات المتحدة دعم كل أولئك الذين يعملون من أجل سيراليون تنعم بالسلام والديمقراطية والسلامة والرخاء».
كما أعربت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عن دعمها للحكومة القائمة، داعية إلى توقيف المسؤولين عن الحادثة.
وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب للمرة الاولى في 2018، رئيسا للبلاد في يونيو/حزيران من الدورة الأولى بحصوله على 56,17% من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية. لكن المراقبين الأجانب نددوا بالعملية الانتخابية، مشيرين إلى نقص في الشفافية وكذلك بأعمال عنف وترهيب.