شبكة من الفضة تثير ضجة في مصر.. "العين الإخبارية" تحقق
أثار إقدام شاب على تقديم شبكة من الفضة إلى عروسه في مصر اهتماما واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن مدى قبول المجتمع لتغير تقاليد متوارثة منذ زمن طويل.
وقوبلت الفكرة باستحسان كبير على الشبكات الاجتماعية، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر راهناً، إضافة إلى غلاء المعيشة ومتطلبات الزواج.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء عدد من المختصين المهتمين بالقضايا الاجتماعية لسؤالهم حول مدى قبول المجتمع المصري للتخلي عن بعض التقاليد مثل تقديم شبكة فضة بدلاً من الذهب والاستغناء عن بعض مستلزمات الزواج.
حق شرعي وقانوني
ترى دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية في المجلس القومي للمرأة في مصر، أن أساس الزواج هو الاتفاق بين الطرفين وحالما اتفقا فيما بينهما على إتمام الزواج ولو بأي أقل التكاليف فهذا أمر يرجع إليهما ولا يمكن الاعتراض عليه.
في الوقت نفسه، تؤكد الجندي لـ"العين الإخبارية" أن حق الزوجة في الحصول على شبكة ومهر ومؤخر ونفقة وغيرها من الالتزامات مصون شرعاً وقانوناً، فمتى طالبت الزوجة به لم تكن مؤثمة شرعاً أو قانوناً.
وتشير إلى وجود حالة إلحاح مجتمعي من الأطراف كافة على ضرورة الترشيد في الإنفاق على مصروفات الزواج وبالتالي فإن التوفير سيصب حتماً في مصلحة الزوجين.
حالة مجتمعية
وتتفق الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، مع الرأي السابق، لاسيما وأن المجتمع المصري بات مهيأ بشكل كبير لكسر التقاليد المتعلقة بالإسراف في تكاليف الزواج وهو ما يشكل عبئاً مالياً تمتد آثاره على الزوجين لاحقاً، ويخلق باباً من الشجار بينهما فيما بعد.
وأثنت في حديثها لـ"العين الإخبارية" على لجوء الشابين لإتمام زواجهما بشبكة من الفضة، لأن ذلك الأمر سيفتح مجالاً أمام المتخوفين من النظرات المجتمعية لتكرار التجربة، وستثبت الأيام أن كل التكاليف المرتفعة الخاصة بالزواج، عادات اجتماعية بالية وجب التوقف عنها فوراً لصالح الفرد والجماعة على حد سواء.
وتابعت: "كان الأمر يحتاج إلى كسر تابوهات مقدسة، وها نحن قد بدأنا وعلينا جميعاً مسؤولية نشر هذا الأمر إعلامياً وفي المنتديات العملية والثقافية والاجتماعية، ورويداً رويداً سيتم الاستجابة لها وتحقيق مرادها".
واختتمت خضر حديثها بأن الوقت الاقتصادي الحالي ليس الوقت الأمثل للبذخ والترف والإسراف بلا حساب، آن الأوان أن لتعديل سلوكيات مضرة واستبدالها بسلوكيات جيدة.
حدوث مرتقب
وعلّق أشرف سعيد، صاحب أحد محلات الفضة في العاصمة المصرية القاهرة، على فكرة استبدال الفضة بالذهب، بأن الأمر لم يصادفه حتى الآن في مقر عمله، غير أن الاتجاه السائد خلال المرحلة المقبلة وحركة البيع والشراء في الأسواق تشير بكل تأكيد إلى أن هذه الواقعة لن تكون الأخيرة.
وتوقع سعيد في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن تسود هذه العادة خلال الفترة المقبلة بشكل كثيف لاسيما وأن أسعار الذهب وصلت إلى أرقام قياسية وفي ازدياد وبات من الصعب جداً على شباب في مقتبل العمر توفير نفقات كبيرة لشراء شبكة.
ورغم أن أسعار الفضة المصرية والمستوردة زادت بشكل مباشر خلال الفترة الماضية، فإن الأمر لا يزال في متناول المواطنين، يقول سعيد، ولهذا فإن فرصة اقتناء شبكة فضية سيكون خياراً متاحاً أمام الكثيرين خلال الفترة المقبلة بكل تأكيد.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز