"أم رحيم" البدوية .. بائعة حظاظات صيفا وصيادة شتاء
"نفعني.. تبغي حظاظه.. أضفر لك شعرك.. الشاحن أو السماعة" .. كلمات "أم رحيم" البدوية على شواطئ جنوب سيناء، بحثا عن الرزق بين الزوار.
"نفّعني.. تبغي حظاظه.. أضفر لك شعرك.. الشاحن أو السماعة".. كلمات "أم رحيم" البدوية على شواطئ جنوب سيناء، بحثا عن الرزق بين الزوار.
بأعين بارزة خلف غطاء وجهها البرتقالي تجلس "أم رحيم"، وبعقلية الأم التي تحلم بمستقبل أفضل لأبنائها، روت قصتها التي فيها كثير من الجهد والمثابرة.
بجانب حقيبة بها بعض المشغولات اليدوية تحمل "أم رحيم" ابنها الصغير، الذي لم يكمل عامه الثالث بعد، جلست تروي قصتها لبوابة "العين" الإخبارية وأحوال عيشها، أثناء عمل إسورة "حظاظه" اختيرت ألوانها من مجموعه من الخيوط المتعددة التي تحملها معها.
أوضحت "أم رحيم" أنها من قبيلة "العليقات" وتسكن في منطقة "العسلة"، جنوب مدينة دهب السياحية، وتأتي كل يوم صباحا من مساكن البدو في العسلة الي شواطئ دهب المختلفة، كـ"البلو لاجون" حيث التقتها "العين"، بالإضافة الي "البلوهول" و"الثري هولز" و"ذا كيفز"، بالإضافة الي مناطق أخرى أبعد تذهب إليها عند معرفتها بقدوم رحلات إليها مثل "محمية رأس أبوغلوم".
تعود بدايتها مع المشغولات اليدوية إلى حوالي ثلاث سنوات حينما انضمت إلى ورشة تدريب نظمتها جمعية ألمانية لتعليمها صناعة المشغولات اليدوية كالأساور والمديات بالإضافة إلى تعليمها فن الكروشيه والتريكو اليدوي، بالإضافة إلى الرسم بالحرق على الجلد وتطريزه بالخيط والخرز، لإنتاج وتطوير المنتجات البدوية التي تقوم بعملها لكسب رزقها.
وأضافت أن سيدات البدو لا تخرجن للعمل غالبا، لكن مصاعب الحياة دفعتها لذلك، "بدي أطعم عيالي" كما تقول، هو السبب وراء خروجها للعمل لذلك تقوم بصناعة المشغولات اليدوية وتسعى إلى بيعها لرواد الشواطئ صيفا وفي الشتاء تعمل في صيد السمك بالإضافة إلى جمع المحاصيل في عدد من المزارع حتى تستطيع إطعام أبنائها الثلاثة.
وتضيف، وهي منهمكة في صناعة الإسورة، "زوجي عامل بسيط" وتوضح أنه يعمل بعدة مهن حتى يكسب رزقه فهو يعمل بالسياحة والصيد بالإضافة إلى الزراعة الموسمية.
أثناء حديث "أم رحيم" جلست بجوارها طفلتان، "هدول بناتي فدوى ورحمة"، فدوى الأكبر سنا تساعد والدتها في بيع مشغولاتها اليدوية في الصيف وتذهب أحيانا إلى المدرسة فهي طالبة في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية بالترابيين بمدينة دهب، وتريد أن تصبح طبيبة "بدي أعالج عيلتي"، أما رحمة الأصغر سنا فهي لا تزال في الصف الثاني الابتدائي ولكنها ترغب في السفر إلى القاهرة للعمل.
تنهي "أم رحيم" عمل الإسورة وتوضح أنها تحلم بمستقبل أفضل لأسرتها وأن تستطيع أن تُلحق أبناءها بالجامعة.
ويعيش في شبه جزيرة سيناء ما يقرب من 12 قبيلة يتفرع منها نحو 72 عشيرة، وترجع أصول بدو سيناء إلى قبائل نجد والحجاز مثل: بني سليم وبني عقبة وبني هلال، وتعد سيناء حاليا أكبر تجمع للبدو في مصر تليها الصحراء الغربية ثم الصحراء الشرقية، ويمثل البدو 75 في المائة من سكان سيناء، بحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز