من مقر «الكتيبة 101».. مصر ترسم خطا أحمر بوجه مخطط تهجير سكان غزة
بزيارة إلى مقر الكتيبة 101 في سيناء أعاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي التأكيد على خط أحمر رسمته القاهرة في وجه مشروع تهجير سكان غزة نحو شبه الجزيرة المتاخم للقطاع.
زيارة اعتبرها خبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، "رسالة دعم قوية للشعب الفلسطيني، وتأكيدا على الأمن القومي، ورفض القاهرة تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء".
وقال مدبولي في مؤتمر صحفي عقده في مقر الكتيبة 101 التابعة للجيش الثاني الميداني بشمال سيناء الثلاثاء: "لن نسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حساب بلدنا"، متابعاً: «عملنا على تنمية سيناء جنباً إلى جنب دحر الإرهاب على مدار سنوات».
وتأتي تلك الزيارة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، نصح فيها سكان قطاع غزة الفارين من الغارات الجوية، بالتوجه إلى مصر، على وقع حرب تفجرت بعد هجوم حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
رسائل مهمة
وحول تلك الزيارة، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، والخبير العسكري إن "زيارة الدكتور مدبولي للكتيبة 101 بحضور قائد الجيش الثاني وأعضاء في البرلمان ومشايخ سيناء تؤكد أن سيناء أمن قومي لمصر وخط أحمر ولا تهاون في حمايته".
وأوضح الشهاوي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الزيارة بدأت من الكتيبة التي حاربت الإرهاب في سيناء منذ 2014"، مشيرا إلى أن "مصر سارت في خطين متوازيين وهما محاربة الإرهاب والتنمية في سيناء".
وتابع أن "مصر استثمرت منذ 2014 في 320 مشروعاً بتكلفة إجمالية 460 مليار جنيه لخلق فرص عمل للشباب بسيناء حتى لا يستقطبوا من الجماعات المتطرفة".
وبين أنه " في ظل الحرب ضد الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم من شمال غزة إلى جنوب القطاع ثم إلى سيناء عبر سياسة الأرض المحروقة تحت مزاعم أنها منطقة آمنة مؤقتة، فإن القاهرة توجه رسالة بأن سيناء لن تكون وطنا بديلا للفلسطينيين وأن مكانهم بلادهم حتى لا يتم تصفية قضيتهم على حساب مصر".
وتابع أن المشروعات جاءت في إطار تعزيز الأمن القومي المصري في تلك المنطقة الهامة جدا من الوطن، ومعتبرا أن تلك الزيارة سيكون لها تأثير على المستوى الإقليمي والدولي ورسالة إلى العالم أجمع بأن سيناء خط أحمر لا يمكن التفريط فيه ولا أي شبر من أرض مصر".
خط أحمر
واتفق مع الشهاوي، الخبير الأمني اللواء أشرف أمين، الذي رأى أن التحركات المختلفة من القيادة السياسية والتي استمرت خلال الشهر الماضي آخرها زيارة رئيس الوزراء لسيناء تحمل العديد من الرسائل القوية للجميع.
وأكمل أمين في حديث لــ"العين الإخبارية" أن الرسائل بدأت من تخريج دفعات جديدة للقوات المسلحة في الكلية الحربية وبعدها بأيام تفتيش حرب للفرقة الرابع ثم اختتامها بزيارة المنطقة من رئيس الوزراء للكتيبة 101 الرائدة في مكافحة الإرهاب للتأكيد أن سيناء خط أحمر لا يستطيع أحد القرب له.
وتابع أن زيارة رئيس الوزراء الأخيرة جاءت لتقول إن تنمية سيناء والشريط الحدودي تبدد فكرة أو هاجس استخدام سيناء كبديل أو تصفية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن رسائل قائد الجيش الثاني وأهالي ومشايخ سيناء أكدت أننا لن نسمح بالمساس بسيادتنا بالانتهاك أو الاقتراب من شبر واحد من أرضها.
وشدد على أن شعار القوات المسلحة المصرية النصر أو الشهادة في سبيل الحفاظ على الوطن وكرامته وسيادته والتضحية من أجله.
رفض تصفية القضية
وبدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن أهم رسائل ودلالة للزيارة هي رفض كافة المشروعات الخاصة والمساعي الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولة المصرية، وذلك بشكل متواكب ومتتابع لتحركات القيادة السياسية وكذلك باقي مؤسسات الدولة.
وأضاف فهمي في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن التحركات المصرية التي آخرها تحركات رئيس الوزراء بعثت رسالة واضحة أنه لا سلام بدون حل عادل للقضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات سبقه بالتأكيد على ذلك للصحافة العالمية.
وتابع أن "ما تعلنه إسرائيل الآن أنها لم تعد قادرة على تحمل أعباء قطاع غزة وأنها تبحث عن بديل بالمنطقة ليتحمل عنها ذلك العبء"، موضحًا أن مصر رفضت وأن هناك بحثاً إسرائيلياً عن بديل حالي.
ولفت إلى أن ذلك وجه رسالة هامة وهي أن مصر مهتمة بملف سيناء وحاضرة بالملف بكافة تفاصيله، مشيرا إلى أن الرسالة موجهة إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك القوى التي تسعى إلى التهجير أو النقل لسيناء.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أكد في تصريحات سابقة رفض بلاده القاطع لمشروع تهجير سكان القطاع إلى سيناء معتبرا أنها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب بلاده، محذرا في القوت نفسه من مخاطر هذا المخطط على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وخلال مؤتمر للسلام استضافته القاهرة في أعقاب إعلان إسرائيل الحرب على حركة حماس أكدت القاهرة والدول العربية المشاركة في المؤتمر الدولي الذي شارك به 31 دولة رفض مخطط التهجير.
الكتيبة 101
و"الكتيبة 101" من الجيش المصري تقع في منطقة حدودية مع فلسطين المحتلة، وهي محددة السلاح وفق اتفاقيات ومعاهدات دولية، في منطقة الأحراش المحمية الطبيعية والتي يتعذر البناء عليها، وهي الكتيبة المنوط بها الدفاع عن العريش والشيخ زويد والجورة ورفح.
و"الكتيبة 101" تعد محطًا لأنظار الجميع وذلك لأهميتها الاستراتيجية كمقر لقيادة القوات المنتشرة في العريش والشيخ زويد ورفح، ولذلك هي على تواصل دائم مع غرفة عمليات القوات المسلحة الرئيسية.
كما أنها حصلت على النصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية التي شنها عناصر داعش على المقار الأمنية والعسكرية بالعريش منذ العمليات الإرهابية في يناير/كانون الثاني 2015.