بمناسبة الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر، قام الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة دولة للصين.
إن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس جزائري للصين منذ 15 سنة، كما يتم فيها أول لقاء بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد المجيد تبون، الأمر الذي يجعلها تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة.
تربط الصين والجزائر صداقة تاريخية عميقة، ظل البلدان يتبادلان الاحترام والدعم ويتعاملان مع بعضهما البعض على قدم المساواة.
وفي عام 2014، تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر، الأمر الذي جعلها أول دولة عربية أقامت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين.
وفي السنوات الأخيرة، تحت الإرشاد الاستراتيجي من قبل الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد المجيد تبون، شهدت العلاقات الصينية الجزائرية تطورا شاملا ومعمقا، حيث تعززت الثقة المتبادلة بين البلدين على الصعيد السياسي بشكل مستمر.
وأجرى البلدان التعاون العملي المثمر في إطار "الحزام والطريق"، مع البقاء على التواصل والتنسيق المكثفين في الشؤون الدولية والإقليمية، والعمل بثبات على صيانة الإنصاف والعدالة الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة.
ويتطلع الجانب الصيني إلى بذل جهود مشتركة مع الجانب الجزائري، لتعميق الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون وتعزيز الصداقة خلال هذه الزيارة، بما يحقق تطورا أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويقدم مساهمة أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول النامية.
وفي مسعى توطيد العلاقات الثنائية، وقع البلدان شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل للفترة 2022-2026، والتي تهدف إلى مواصلة تكثيف التواصل والتعاون في كل المجالات بما فيها الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء والصحة والتواصل الإنساني والثقافي، إضافة إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين.
وبحسب معطيات الجمارك الجزائرية، أصبحت الصين خلال السنوات الماضية أهم الشركاء التجاريين وتحتل المركز الأول في الصادرات للسوق الجزائرية بقيمة فاقت 9 مليارات دولار سنوياً وبنسبة تجاوزت 16.5%.
إن زيارة الرئيس تبون إلى الصين ستعود بنتائج إيجابية وتخدم توجه الجزائر في تنويع علاقاتها الاقتصادية ودعم اقتصادها على أساس التنمية المستدامة.
وتعمل الجزائر على بناء الجزائر الجديدة وجذب استثمارات أجنبية متنوعة لتحقيق نهضة الأمة.
ويمكن للبلدين تعزيز تعاون تحت مبدأ رابح-رابح في مجالات الاستثمارات وتطوير السياحة وتحديث الفلاحة (الزراعة) والطاقة المتجددة والطيران والفضاء وصناعة السيارات والاقتصاد الرقمي، ليساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وستعطي الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بما يفضي إلى جعل العلاقة الثنائية نموذجا مثاليا في أفريقيا والعالم العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة