قطار المصالحة الليبية ينطلق من سرت.. تمهيدا للانتخابات
تشهد الكثير من المدن الليبية حراكا اجتماعيا لأجل المصالحة الوطنية بين ممثلي القبائل من المناطق المختلفة كخطوة رئيسية قبل الانتخابات.
وتستعد مدينة سرت الليبية لاستقبال مطلع الأسبوع القادم الملتقى الاجتماعي للمصالحة الوطنية، بعد عقد لجنة المصالحة الوطنية عدة اجتماعات تجهيزية بمدينة بنغازي.
ويقول عضو اللجنة التأسيسية في الملتقى الاجتماعي للمصالحة الوطنية خالد المغربي، إن هذا الملتقى سيناقش المصالحة الوطنية بشكل جدي وفعال بين مختلف شرائح المنطقتين من مشايخ وأعيان القبائل وممثلين عن البلديات والمجالس الشبابية، في خطوة تهدف لإشراك كل الشرائح الاجتماعية في هذه المصالحة.
وأضاف المغربي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الملتقى يهدف إلى التركيز على الإفراج عن المحتجزين وعودة المهجرين وجبر الضرر.
وأشار إلى أن المجتمع الليبي يعاني من وجود بعد القوى الاجتماعية والسياسية التي لا تريد تحقيق مصالحة حقيقية، لأنها مستفيدة من الفوضى، وأن الملتقى يسعى بشكل كبير لتحقيق المصالحة الاجتماعية بين القبائل الليبية التي تعتبر هي الركيزة الاجتماعية الأساسية.
أسس المصالحة
عضو اللجنة التأسيسية في الملتقي الاجتماعي للمصالحة الوطنية أوضح أنه قد تم تقسيم القضايا الاجتماعية إلى عدة تقسيمات، وهي قضايا أساسية كجبر الضرر وعودة المهجرين، فتم تقسيم القضايا إلى أساسية وأخرى لقضايا ثانوية وقضايا بسيطة، حيث يمكن للمجتمع الليبي بحلها أن يصل إلى عملية ديمقراطية صحيحة، لا يمكن أن تلاقي الرفض من أي طرف من أطراف المجتمع.
وتابع أن الملتقى الاجتماعي للمصالحة الوطنية يركز على ترسيخ الأسس الصحيحة للمصالحة وإنجاحها بين الأطراف الاجتماعية في ليبيا دون النظر إلى الماضي والانتماء السياسي سواء ما قبل فبراير أو بعدها، ما دام ليس هناك متورطون بقضايا الإرهاب وسفك دماء الليبيين.
ونوه إلى أن اللجنة قامت بلقاءات في المنطقة الشرقية مع عدد من قبائل المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية حول إرساء المصالحة الوطنية الاجتماعية بين مركبات المجتمع في هذه المناطق، من خلال عدة اجتماعات مكثفة شهدتها مدن الشرق الليبي كبنغازي وطبرق وإجدابيا، بالإضافة لاستضافة بعض الممثلين عن قبائل الغرب والجنوب الليبي كمرزق وترهونة والأصابعة في الشرق الليبي.
عضو اللجنة التأسيسية في الملتقى الاجتماعي للمصالحة الوطنية أوضح أن الملتقى سيسعى بعد الاجتماع المزعم عقده في سرت، التوجه إلى المناطق الغربية من أجل وضع الأسس الاجتماعية الحقيقية لدعم مبادرات المصالحة الوطنية وإخراج المرتزقة، حيث لا يكون هنا غطاء اجتماعي لأي تدخل خارجي في السيادة الليبية.
ونوه إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الليبية تم تجاوز العديد من العقبات من خلال عدة لقاءات شهدتها مدينة سرت، نتج عنها اتفاق على عدة حلول اجتماعية لإنجاح العملية الديمقراطية.
المصالحة والانتخابات
ويرى الخبير في الشأن الليبي محمد الصاوي أن المصالحة الوطنية ونشر العدالة الانتقالية بالشكل الصحيح هي أهم قاعدة لإنجاح الانتخابات الليبية، بحكم سيطرة القاعدة الشعبية من قبائل ومكونات اجتماعية على الساحة الليبية، ولها تأثير قوي أيضا على المشهد السياسي الليبي.
ويرجح الصاوي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن نجاح العملية الانتخابية وتقبل نتائجها في الواقع الليبي يحتاج لمصالحة وطنية حقيقية بين الأقاليم الليبية، وهي لن تنجح إلا من خلال تسليط الضوء على الجانب الاجتماعي.
ويعد ملف المصالحة الوطنية إحدى أهم أولويات المجلس الرئاسي والحكومة الليبية، وفقا لتعهداتهما منذ تكيلفهما في ملتقى الحوار السياسي بجنيف فبراير الماضي، وصولا بالبلاد إلى انتخابات وطنية 24 ديسمبر المقبل.
وأعلن الرئاسي الليبي، مطلع سبتمبر الجاري، إطلاق سجناء سياسيين انتهت مدة محكوميتهم، أو لم تتم إدانتهم قضائيا، بينهم نجل الزعيم الليبي الساعدي القذافي والعقيد أحمد رمضان السكرتير الخاص للقذافي.
وتعهد الرئاسي الليبي بمواصلة عمله لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، بالتنسيق من أجل الإفراج عن بقية السجناء الذين لم تصدر أحكام قضائية ضدهم.
وأكد أهمية الإسراع في إطلاق كل المسجونين قسريًا، والذين ليست لديهم أي قضايا، وإحالة كل الموقوفين على ذمة قضايا إلى القضاء في أسرع وقت ممكن.