معمرة مصرية تبلغ من العمر 100 عام، أم لشهيدين، وأخرى أم لشهيد، وابنة شهيد، جميعهن لم يردعهن الإرهاب عن الاستمرار في تقديم التضحيات
أم شهيدين، تبلغ من العمر 100 عام، وأم شهيد ومصاب، وابنة شهيد، ذاقوا حرقة فراق الأحبة في معركة مصر ضد الإرهاب، ورغم ذلك جددوا الاستعداد لتقديم أكثر من ذلك حتى تنتصر مصر على أعدائها.
تجديد العهد جاء خلال، الندوة التثقيفية التي عقدتها القوات المسلحة المصرية اليوم الخميس بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتكريم أهالي الشهداء.
ولبى السيسي، طلب السيدة عصمت أحمد إبراهيم حمودة، البالغة من العمر 100 سنة، والدة اثنين من الشهداء، صعدت رُوحاهما خلال أداء واجبهما في الدفاع عن مصر.
وقالت والدة الشهيدين إنها أنجبت ولدين وبنتا، وكان ابنها الأكبر ضابط شرطة استُشهد في السويس يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وهو يدافع عن المدينة الباسلة.
واستُشهد ابنها الثاني الذي كان ضابط صف في القوات المسلحة بعد أخيه بـ 6 أشهر، وبعد سنوات قليلة رحل زوجها، ولم يبق لها سوى ابنتها، ورغم هذه المعاناة لم تفقد إيمانها بالحياة.
وانتزعت كلمات أم الشهيدين دموع الحضور وملايين المصريين أمام شاشات التلفاز.
وخلال الندوة طلبت السيدة طلبا واحدا، وهو أن تصافح الرئيس السيسي، وهو ما سارع إلى تلبيته وذهب إليها وقبَّل يدها.
كما كرم الرئيس المصري السيدة التي حصلت على لقب الأم المثالية للقوات المسلحة، وهي أميمة عبد الحميد، والدة الشهيد العقيد أركان حرب محمد سمير إدريس، مقبلا رأسها تكريما لعطائها.
وإضافة إلى ابنها الشهيد، فإن لها ابنا مصابا يعمل نقيبا في قوات الشرطة، وابنا ثالثا يؤدي واجبه كرائد في القوات الجوية.
وفي إشارة إلى عدم تمكن الإرهاب من معنويات رجال القوات المسلحة، قالت والدة الشهيد إن ابنها هو من قدم طلبات عدة كي ينتقل للخدمة ولأرض المعارك في سيناء.
ومن جيل الجدات والأمهات إلى جيل الأحفاد؛ حيث أدت ابنة شهيد التحية العسكرية لوالدها، وهي مرتدية الزي العسكري.
والطفلة "حبيبة" هي ابنة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد محمود شعبان والذي استشهد والدها خلال الحرب الحالية على الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر.
وتحدثت زوجة الشهيد، رشا إسماعيل، أمام الندوة عن معنويات زوجها خلال المعارك، قائلة إنه حين كان يرى خوفها عليه كان يرد عليها بقوله: "لا تقلقي، لن نترك سيناء إلا حينما نطهرها من الإرهاب"، وكان يذهب دائما للمصابين ليرفع من معنوياتهم، ويؤكد أنه إذا استشهد فإنه "سيأتي بعدنا من يكمل المشوار لحماية مصر".
وكرَّم الرئيس السيسي أيضا اسم اثنتين من الشهيدات، قضوا خلال المعارك ضمن قوات الشرطة.
وفي مشهد سالت له دموع الكثير من الحضور، سارع المقدم محمود هلال إلى احتضان أم أحد الشهداء، شاكرا لها ما فعله ابنها الشهيد شريف عمر الذي افتدى كتيبته بنفسه حين أحبط تفجيرا كبيرا كانت العناصر التكفيرية تعد له.
من ناحيته، جدد السيسي في كلمته العهد على القتال حتى تنتصر البلاد على الإرهاب.
وقال: "لقد عاهدنا المصريين على القتال حتى تحيا مصر"، مؤكدا أن المصريين "على الحق المبين" أمام قوى الشر، ولكن الثمن الذي عليهم أن يدفعوه مقابل النصر غالٍ جدا، ولكنه يهون حتى لا يتحول المصريون إلى مخيمات اللجوء.
وواصل: إن "مصر تحارب في سبيل الله، بمواجهتها لعدو أشرس وأكثر إجراما من الخوارج، مشددا على أن أبطال مصر سيواصلون القتال حتى تحيا مصر ويحيا 100 مليون مصري".
وقال: "أقسم بالله.. لو سقطت مصر لضاعت الأمة كلها".
كما أعرب عن استعداده للنزول والمشاركة في الحرب بنفسه، مؤكدا أنه لن يجرؤ أحد على المساس بمصر طالما بها القوات المسلحة والشرطة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز